SWED 24: تشهد السويد تصعيداً غير مسبوق في أعمال العنف، حيث تم تسجيل أكثر من 30 تفجيرًا منذ مطلع العام، غالبيتها في جنوب ستوكهولم، مما دفع الشرطة إلى دق ناقوس الخطر بشأن خطورة الوضع الأمني.
وفي مؤتمر صحفي، عُقد اليوم الأربعاء، وصف توبياس بيرغكفيست، نائب رئيس شرطة منطقة ستوكهولم، الموقف بأنه “غاية في الخطورة، ليس فقط في العاصمة، بل على المستوى الوطني بأسره”، مؤكدًا أن الاضطرابات الأخيرة تعكس تحولًا كبيرًا في أنماط الإجرام المنظم.
تفجيرات مدفوعة بالابتزاز والجريمة المنظمة
وفقًا لـ هامبوس نيغوردز، نائب رئيس الوحدة العملياتية الوطنية (Noa)، فإن التصعيد الحالي لم يعد مجرد صراع بين العصابات، بل أصبح أداة ابتزاز تستهدف رجال الأعمال والشركات.
يقول نيغوردز: “ما نشهده اليوم هو ليس فقط تصعيداً في العنف، بل أيضاً تحولاً خطيراً في أهدافه. التفجيرات لم تعد تُنفذ فقط للانتقام بين العصابات، بل أصبحت وسيلة ضغط لابتزاز الأموال من الشركات والتجار”.
وأوضح أن العصابات تطالب بالمال مقابل وقف التفجيرات والتهديدات، مما يُشكل نمطاً جديداً من الجرائم المنظمة في البلاد، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات الإجرامية أصبحت تعمل وفق استراتيجيات أشبه بالإرهاب الموجه.
تجنيد واسع النطاق عبر الإنترنت واستغلال القُصَّر
أحد التطورات الأكثر إثارة للقلق هو أن العصابات الإجرامية باتت تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي لتجنيد مرتكبي التفجيرات. ولم يعد الأمر يقتصر على استقطاب الأفراد من الشوارع أو الأحياء الفقيرة، بل أصبح التجنيد يتم عبر الإنترنت، حيث يتم تقديم عروض مالية لاستدراج الشباب، بمن فيهم الأطفال، لتنفيذ الهجمات.
ويحذر بيرغكفيست من أن أعداد القاصرين المستعدين للمشاركة في هذه الجرائم تتزايد بشكل خطير، حيث قال: “ما نواجهه الآن هو تدفق مستمر من القُصَّر المستعدين لتنفيذ الجرائم مقابل المال، وهو أمر يجعل من الصعب للغاية احتواء الأزمة”.
جهود أمنية مكثفة واعتقالات متسارعة
رغم تصاعد العنف، تؤكد الشرطة أنها تحقق تقدمًا في جهودها الأمنية، حيث تم اعتقال 50 شخصًا خلال الأسابيع الأخيرة، بينهم منفذو عمليات، صانعو متفجرات، وأشخاص تم ضبطهم خارج السويد.
يقول بيرغكفيست: “كل أسبوع نحبط محاولات لتنفيذ عمليات إطلاق نار أو تفجيرات، ولكن المشكلة تكمن في أن الجريمة المنظمة تتكيف بسرعة وتجد دائمًا أفرادًا جددًا مستعدين لتنفيذ الهجمات”.
على خلفية الأزمة المتفاقمة، أعلن وزير العدل السويدي غونار سترومر عن اجتماع طارئ للمجلس الوطني لمكافحة الجريمة المنظمة يوم الخميس، بهدف تنسيق الجهود الأمنية واتخاذ تدابير أكثر صرامة.
وقال سترومر لوكالة TT السويدية: “ما شهدناه خلال الـ 24 ساعة الماضية هو وضع استثنائي، حيث وقعت خمس تفجيرات في يوم واحد، تلتها أول عملية قتل بالرصاص لهذا العام. هذه الأحداث تتطلب استجابة حازمة وسريعة من الحكومة والشرطة”.
ومع استمرار موجة العنف، يزداد القلق بشأن قدرة السلطات على احتواء التصعيد، خاصة في ظل التزايد المستمر في عدد الجرائم واستخدام الأطفال كأدوات في الحروب الإجرامية. ورغم الاعتقالات الأخيرة، يبقى السؤال: هل ستتمكن الحكومة من استعادة السيطرة، أم أن السويد مقبلة على مرحلة جديدة من الفوضى الأمنية؟