امتنعت السويد عن التصويت لصالح قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة الذي طالب بـ”هدنة إنسانية فورية” في غزة. وجاء القرار في اليوم الحادي والعشرين للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وذلك بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي “توسيع” عملياته البرّية في قطاع غزة.
وانتقدت إسرائيل والولايات المتحدة هذا القرار غير الملزم بشدة لعدم إشارته إلى حركة حماس، والذي أيّده على وقع التصفيق 120 عضوا وعارضه 14، فيما امتنع 45 عن التصويت، من أصل 193 عضوا في الجمعية العامة.
وأظهرت هذه النتيجة انقساما في صفوف الدول الغربية، خصوصا الأوروبية، إذ أيدت فرنسا القرار في حين امتنعت ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت النمسا والولايات المتحدة ضد القرار.
وطلب القرار الذي أعده الأردن باسم المجموعة العربية التي تضم 22 بلدا “هدنة إنسانية فورية دائمة ومتواصلة تقود إلى وقف للعمليات العسكرية”. وكانت الصيغة السابقة للقرار تطالب بـ”وقف فوري لإطلاق النار”.
ويتمحور مشروع القرار الذي صاغه الأردن ورعته قرابة 50 دولة، على الوضع الإنساني في غزة، ويطالب خصوصا بتوفير ماء وغذاء ووقود وكهرباء “فورا” و”بكميات كافية” ووصول المساعدة الإنسانية “بلا عوائق”.
ويندد النص أيضا بـ”كل أعمال العنف الموجهة ضد المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولا سيما الأعمال الإرهابية والهجمات العشوائية”. ويعرب عن “قلقه الشديد من التصعيد الأخير في العنف منذ هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر” من دون أن يذكر حماس صراحة.
“لماذا امتنعت السويد”
وقالت السكرتيرة الصحفية لوزير الخارجية توبياس بيلستروم، آنا إيرهاردت، لصحيفة أفتونبلاديت: “امتنعت السويد، إلى جانب أغلبية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، عن التصويت لأن القرار لا يدين بوضوح هجمات حماس الإرهابية ضد إسرائيل ولا يشير إلى حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهابيين”. حسب وصفها.
وبعد التصويت، وصف سفير اسرائيل لدى الامم المتحدة جلعاد إردان، اليوم بـ “الأسود”، وقال: “هذا يوم أسود للأمم المتحدة والإنسانية. سيُسجل هذا في التاريخ باعتباره يوم العار”.
وتابع، بحسب صحيفة تايمز اوف إسرائيل، قائلاً: لقد شهدنا جميعاً كيف لم تعد الامم المتحدة تتمتع بأي شرعية او أهمية.
وقال سفير باكستان لدى الأمم المتحدة منير أكرم، الذي صوت ضد استهداف حماس، إن القرار الأردني الذي تم تبنيه هو الأفضل لأنه لم يذكر أيًا من الجانبين.
وأضاف أكرم، قائلاً بحسب ما نقلت عنه اخبار الأمم المتحدة: كلنا نعرف من بدأ هذا، إن الاحتلال الإسرائيلي هو الخطيئة الأولى، وليس ما حدث في 7 أكتوبر.
جدير ذكره، ان القرار الذي اعتمدته الأمم المتحدة ليس ملزماً.
ويدعو القرار إلى الدخول الفوري للمياه والغذاء والدواء والوقود والكهرباء، فضلاً عن الوصول دون عوائق للأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى إلى غزة.
ومنذ بداية الحرب تتعرض المواقف الحكومية السويدية لانتقادات شديدة من قبل الجاليات العربية والإسلامية المقيمة في السويد، حيث تتهم هذه الجاليات الحكومة ومعظم القوى السياسية ووسائل الإعلام بالتعامل بأزدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية.