ستوكهولم، السويد – ابتداءً من الأول من يوليو، ستخفض هيئة سلامة الأغذية السويدية القيم الإرشادية للعديد من المواد الخطرة على الصحة في آبار مياه الشرب الخاصة. وستصبح المستويات المسموح بها للمعادن السامة مثل الرصاص والزرنيخ والكادميوم هي الأشد صرامة في الاتحاد الأوروبي.
ويُعزى هذا القرار إلى المخاطر الصحية الخطيرة التي يُمكن أن تُسببها هذه المواد على المدى الطويل، حيث أن التعرض المُستمر للزرنيخ يزيد من خطر الإصابة بأنواع مُختلفة من السرطان في وقت لاحق من الحياة، بما في ذلك سرطان الرئة وسرطان الجلد.
بينما يؤثر الرصاص سلبًا على نمو الدماغ ويُمكن أن يؤدي إلى انخفاض مُعدل الذكاء لدى الأطفال. أما الكادميوم، فيُمكن أن يُسبب تلفًا في الكلى وهشاشة العظام وأمراض القلب والأوعية الدموية.
وللحد من هذه المخاطر، تُخفض هيئة سلامة الأغذية السويدية القيم الإرشادية للرصاص والزرنيخ في مياه الشرب من الآبار الخاصة إلى النصف، بينما تم تخفيض القيمة الإرشادية للكادميوم إلى عُشر قيمتها الحالية.
حدود قصوى جديدة لمركبات PFAS
لأول مرة، سيتم أيضًا تطبيق قيم إرشادية لمُركبات PFAS 4 و PFAS 21 الكيميائية طويلة الأمد في منشآت المياه الخاصة الصغيرة.
وقالت سابينا ليتنز كارلسون، عالمة السموم في هيئة سلامة الأغذية السويدية: “ستكون هذه هي أكثر المُستويات صرامةً في الاتحاد الأوروبي. فنحن نأخذ المخاطر الصحية على محمل الجد، ولذلك اخترنا التخفيض قدر الإمكان بشكل عملي”.
مليوني سويدي مُتأثرون
يُقدر أن حوالي مليوني سويدي يحصلون على مياه الشرب من آبار خاصة أو منشآت مياه خاصة صغيرة.
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 8٪ من الآبار الخاصة في البلاد تحتوي على مستويات من الرصاص تتجاوز القيمة الإرشادية الجديدة. بينما تحتوي 4٪ على مستويات مرتفعة جدًا من الزرنيخ و 2٪ على مستويات عالية من الكادميوم.
وبحسب هيئة سلامة الأغذية السويدية، ينبغي على مالكي المنازل الذين لديهم آبار خاصة تحليل مياههم كل ثلاث سنوات على الأقل.
بينما يُنصح العائلات التي لديها أطفال بإجراء التحليل سنويًا.
وأضافت كارلسون: “يُمكن تنقية المياه باستخدام طرق مُختلفة مثل التناضح العكسي ومرشحات التبادل الأيوني والكربون النشط. قد تُكلف هذه الطرق حوالي عشرة آلاف كرونة سويدية، لكنها تُعد استثمارًا هامًا في صحة الفرد في المُستقبل”.
ينطبق أيضًا على بيوت العطلات
وفي حال تجاوزت المُستويات الحدود القصوى في بيوت العطلات التي تُستخدم لأقل من ثلاثة أشهر سنويًا، هل يلزم تنقية المياه؟
أكدت كارلسون ضرورة معالجة المياه حتى في بيوت العطلات، مُشيرةً إلى أن التعرض لهذه المواد لا يقتصر على مياه الشرب، وبالتالي لا يوجد مجال كبير لامتصاصها من مصادر أخرى.
المصدر: SVT