رفضت الحكومة السويدية مقترحات الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض بشأن إجلاء الأطفال الذين يحملون الجنسية السويدية من لبنان، الذي يشهد تصاعدًا في التوترات الأمنية.
وأكدت وزيرة الخارجية ماريا مالمير ستينرغارد على أن الحكومة لا ترى ضرورة لاتخاذ هذه الخطوة، مشيرة إلى أن الآباء يتحملون “مسؤولية كبيرة” عن قرارهم بأخذ أطفالهم إلى لبنان أو إبقائهم هناك، رغم التحذيرات المستمرة من السلطات السويدية بعدم السفر الى هناك.
وقالت الوزيرة في تصريح لقناة SVT: “الآباء الذين اختاروا أخذ أطفالهم إلى لبنان، أو الذين قرروا إبقاءهم هناك رغم التحذيرات، يتحملون مسؤولية كبيرة”.
ووفقًا لتقديرات وزارة الخارجية، يتواجد حاليًا ما بين 2000 و3000 شخص يحمل الجنسية السويدية في لبنان، معظمهم من سويديين من أصول لبنانية أو سورية، بعضهم قد يكون مقيمًا هناك بشكل دائم.
وأفادت الوزارة أن حوالي 800 شخص سجلوا أسمائهم في “القائمة السويدية” التي تُستخدم للاتصال بالمواطنين في حالات الطوارئ خلال الأسبوع الماضي، وتلقت الوزارة أكثر من 100 مكالمة من مواطنين حول الأوضاع الحالية في لبنان.
الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض يطالب بإجلاء الأطفال
في سياق متصل، كانت ماغدالينا أندرشون، رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض وهو أكبر الأحزاب السويدية دعت الحكومة إلى إجلاء الأطفال من لبنان، معتبرة أن هؤلاء الأطفال “لم يذهبوا إلى هناك بإرادتهم”.
وقالت أندرسون في برنامج “أكتويلت” الإخباري إن الحكومة ملزمة بحماية الأطفال الذين قد يكونون عالقين في منطقة الخطر.
ومع ذلك، شددت وزيرة الخارجية على أن الحكومة ليست بصدد وضع خطط إجلاء في الوقت الراهن. وأوضحت أن الحكومة اتخذت موقفًا ثابتًا منذ فترة طويلة، محذرة المواطنين من السفر إلى لبنان في ظل الوضع الأمني المتدهور.
مساعدة في تذاكر الطيران
وفيما يتعلق بتكاليف العودة، أشارت مالمير ستينرغارد إلى أن الحكومة مستعدة للمساعدة في تغطية تكاليف تذاكر الطيران.
وذكرت أن الرحلات الجوية التجارية ما زالت متاحة من بيروت، حيث تتراوح أسعار التذاكر بين 4000 و16000 كرونة سويدية. ودعت الوزيرة الأهالي إلى اتباع التحذيرات الرسمية وإحضار أطفالهم إلى مكان آمن.
كما أعلنت الحكومة عن إعادة فتح السفارة السويدية في بيروت لتقديم الدعم للأهالي في حال احتاجوا إلى إصدار جوازات سفر لأطفالهم أو أي مساعدة قنصلية أخرى.
ومع ذلك، لم تتمكن وزارة الخارجية من تحديد عدد الأطفال الموجودين حاليًا في لبنان.
لا خطط للإجلاء في الدول المجاورة
ورغم أن بعض الدول حول العالم بدأت في إعداد خطط لإجلاء مواطنيها من لبنان، إلا أن السويد ودول الشمال الأوروبي الأخرى لم تتخذ مثل هذه الخطوات حتى الآن.
ورغم عدم وجود خطط للإجلاء، دعت هذه الدول مواطنيها إلى مغادرة لبنان في أسرع وقت.
وذكرت وسائل الإعلام الفنلندية أن الحكومة الفنلندية لم تضع خططًا شاملة للإجلاء بعد، بينما أتاحت الدنمارك لمواطنيها المسجلين في “القائمة الدنماركية” أولوية شراء تذاكر الطيران للخروج من لبنان.
ووفقًا للتقارير، يُقدر عدد الفنلنديين في لبنان بحوالي 100 شخص، بينما يوجد ما لا يقل عن 90 نرويجيًا، في حين أن العدد الدقيق للمواطنين الدنماركيين لا يزال غير مؤكد.