SWED 24: قضت محكمة مالمو بسجن السياسي الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان أربعة أشهر بتهمة التحريض على الكراهية ضد المسلمين كجماعة عرقية، بعد سلسلة من الأفعال الاستفزازية التي تضمنت حرق نسخ من المصحف الشريف وإطلاق تصريحات مثيرة للجدل في مدينة مالمو خلال عام 2022.
ويتعين على بالودان، بموجب الحكم، دفع تعويض مالي لشخص آخر أُهين من قِبل بالودان خلال تلك التصريحات.
تفاصيل القضية تعود إلى تجمعات عامة نظمها بالودان في مالمو في نيسان/ أبريل وأيلول/ سبتمبر من العام الماضي، حيث قام بإحراق نسخ من المصحف علناً وأطلق تصريحات وعبارات مسيئة بحق المسلمين، واستخدم المصحف بطرق مسيئة من ضمنها لفه بلحم الخنزير.
واعتبرت المحكمة أن سلوكه تجاوز حدود التعبير النقدي المشروع وتعدى إلى التحريض على الكراهية.
وقال رئيس المحكمة نيكلاس سودربري في تصريحات صحفية: “من المسموح أن يعبر الشخص عن آرائه الدينية أو ينقد ديناً معيناً، لكن عليه أن يبقى ضمن نطاق النقاش الموضوعي، فيما كانت تصرفات بالودان تهدف فقط إلى تحقير وإهانة المسلمين”.
وبحسب النيابة العامة، تجاوزت أفعال بالودان حدود حرية التعبير، خاصة أن تصريحاته جاءت في سياق عدائي بحت يهدف إلى إثارة ردود فعل غاضبة.
كما أظهرت التحقيقات أن بالودان، ومن خلال بث مباشر عبر صفحة حزبه “سترام كورس” على منصة فيسبوك، سعى إلى نشر تصريحاته المسيئة على نطاق واسع، ما أضاف عنصر التحريض العلني.
وسُجل بالودان سابقاً في ست قضايا مشابهة في الدنمارك، حيث أدين بتهمة التحريض على الكراهية.
من جانبه، نفى بالودان تهم التحريض قائلاً إنه كان يعبر عن مواقف حزبه من الإسلام، وأنه لم يكن يقصد الإساءة لجماعة معينة، إلا أن المحكمة رأت أن تصرفاته لم تكن تهدف إلا للتحقير.
وتأتي هذه الواقعة بعد سلسلة من الأحداث التي صاحبت تجمعات بالودان، إذ تسببت بعض تلك الفعاليات الاستفزازية في إثارة اضطرابات شديدة في عدة مدن سويدية، حيث خرجت مواجهات بين المحتجين والشرطة، ما أسفر عن محاكمات طالت أكثر من 300 شخص بتهم متعددة تتعلق بالاضطرابات والعنف.