SWED 24: في تحقيق استقصائي جديد يعرضه برنامج (Uppdrag granskning) على التلفزيون السويدي مساء اليوم الأربعاء، تسلط الحلقة الضوء على وفاة السويدي يورغن، أحد نزلاء مساكن الرعاية المخصصة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية وإدمان. التقرير يكشف تفاصيل صادمة عن إهمال جسيم أدى إلى وفاته في ظروف مأساوية.
حياة تنتهي في مسكن يعاني من الإهمال
يورغن، الذي قضى حياته كرسام، انتهى به الحال في مسكن Rysseviken المخصص لمرضى الإدمان. عانى في سنواته الأخيرة من إدمان الكحول، مما أثر بشكل كبير على صحته النفسية والجسدية. بدلاً من الحصول على الرعاية المناسبة، عاش في ظروف غير إنسانية انتهت بوفاته دون أي تدخل طبي فعّال، وفق ما ورد في البرنامج.
تصف شقيقته تينا الظروف المروعة التي وجدته فيها بعد وفاته: “يورغن كان شخصًا نظيفًا جدًا. أن يموت في غرفة مليئة بحشرات الفراش أمر لا يمكن تحمله.”
تينا اضطرت إلى ارتداء معطف واقٍ وقفازات لحماية نفسها أثناء دخولها الغرفة التي كان يسكن فيها شقيقها.
سيارة الإسعاف ترفض نقله بسبب الحشرات
في مايو الماضي، استدعى يورغن سيارة إسعاف بسبب تدهور حالته الصحية. ورغم تقييم المسعفين أنه بحاجة إلى المستشفى، لم يتم نقله لأن الحشرات الزاحفة على جسده شكلت عائقًا. طلب الفريق تعقيمه أولاً وتركوه في المسكن دون أي إجراء.
وكتب المسعفون في تقريرهم: “كان جسده مليئًا بالحشرات الزاحفة، مما تطلب إجراءات إضافية لم تُنفذ.” لكن بعد يومين فقط، عُثر على يورغن ميتًا في غرفته. ولم تُتخذ أي خطوات لمتابعة حالته بين وقت وصول الإسعاف ووفاته.
ردود المسؤولين: إهمال ضمن “البروتوكول”
أكد مسؤولون في منطقة ستوكهولم أن الإجراءات المتبعة في حالة يورغن كانت وفق البروتوكول، لكن تنفيذها كان قاصرًا. وصرح باتريك سودربيرغ، كبير الأطباء: “كان ينبغي أن توضع خطة لرعاية يورغن، لكن للأسف، لم يتم تنفيذها. مشكلة انتشار الحشرات زادت من تعقيد الوضع.”
نظام متهالك ومآسي متكررة
يُفترض أن توفر مساكن مثل Rysseviken بيئة آمنة لمن لا يمكنهم الحصول على مساكن بديلة بسبب مشاكلهم النفسية أو الإدمانية. ومع ذلك، يشير التحقيق إلى أن الإهمال والمخاطر الصحية هي السائدة في هذه المرافق. ورغم البلاغات المتكررة عن سوء الظروف، استمرت البلديات في إرسال الأشخاص الضعفاء إليها.
التقرير يبرز أيضًا غياب التحقيقات الجادة في الوفيات المتكررة بالمرفق، نتيجة الإهمال في تقديم بلاغات “ليكسا سارة”، التي تُلزم السلطات بمراجعة الحوادث.
الإغلاق وسط أسئلة بلا إجابات
أُغلق مسكن Rysseviken العام الماضي بسبب الأزمات المالية، بينما امتنع مالك المرفق عن الرد على استفسارات فريق التحقيق.
رسالة تحذيرية ودعوة للإصلاح
تسلط الحلقة الضوء على الحاجة الماسة إلى إصلاحات جذرية لضمان أن تكون هذه المساكن ملاذًا آمنًا لمن يحتاجونها، بدلاً من أن تكون مكانًا للإهمال والمآسي. التحقيق يكشف تقصيرًا ممنهجًا يدعو إلى مراجعة شاملة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة.