ستوكهولم – SWED 24: تواجه طبيبة في مستشفى ساشسكا للأطفال في ستوكهولم تحقيقات بعد اتهامات بتعاملها غير المناسب مع حالة الشابة لوفيسا البالغة من العمر 18 عامًا، التي تعاني من مرض نادر يُعرف بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي.
ويسبب هذا المرض النادر ألمًا شديدًا في البطن، صعوبة في تناول الطعام، وتقيؤًا مستمرًا، وهي الأعراض التي دفعت لوفيسا إلى طلب الرعاية الطبية.
في عام 2020، عندما كانت لوفيسا في الرابعة عشرة من عمرها، بدأت رحلتها مع المرض عندما ذهبت إلى المستشفى بعد أن بدأت تتقيأ دمًا.
في البداية، تم افتراض أن المشكلة نفسية، حيث أشار الأطباء إلى ماضيها في تلقي العلاج من قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين. ولكن في عام 2022، ازدادت الأعراض سوءًا بشكل ملحوظ، إذ أصبحت غير قادرة على تناول الطعام بشكل طبيعي، مما أدى إلى إدخالها إلى مستشفى ساشسكا حيث بدأت الأبحاث لتحديد السبب.
على الرغم من تشخيص لوفيسا بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي، الذي يُعتبر مرضًا نادرًا يتسبب في ضغط الأوعية الدموية على الأمعاء، تعاملت الطبيبة المسؤولة عن حالتها معها بشكوك، حيث اتهمتها بتزييف الأعراض، وشككت في مصداقية مرضها. وتم توثيق هذه الشكوك بتسجيلات صوتية سرية عرضتها وثائقية بثتها قناة SVT، حيث وردت عدة تصريحات مثيرة للجدل من الطبيبة، بما في ذلك قولها إن المستشفى أصبح بمثابة “سجن للأطفال”، وتأكيدها أن الرعاية التي تلقتها لوفيسا كانت مكلفة للغاية دون أن تكون لها نتائج.
في أحد هذه التسجيلات، توجهت الطبيبة إلى لوفيسا بعبارات قاسية، قائلة: “إذا أردتِ، لوفيسا، أن تواصلي إيذاء نفسك عبر التدخلات الطبية، فهذا قرارك”.
وواصلت الطبيبة شكوكها إلى حد أنها أرسلت تقريرًا إلى الخدمات الاجتماعية، تتهم فيه والدة لوفيسا بتعمد إثارة المرض في ابنتها، وهو ما يُعرف بمتلازمة مونشهاوزن بالوكالة. وتم احتجاز لوفيسا لمدة شهرين، وخضعت لتحقيق جنائي قبل أن يتم إسقاط التهم لعدم وجود أدلة.
بعد أشهر من الحادثة، أجرت لوفيسا فحصًا آخر في مستشفى مختلف، وجاءت النتائج لتؤكد التشخيص الأصلي بمتلازمة الشريان المساريقي العلوي، مما أثبت صحة حالتها. هذا التطور أدى إلى فتح تحقيق داخلي في مستشفى ساشسكا لمراجعة سلوك الطبيبة وتعاملها مع الحالة.
وفي تعليق على الوضع، قالت أنيلي ليلجغرين، رئيسة الأطباء في المستشفى، إن الطبيبة استخدمت لغة غير لائقة خلال اللقاءات مع لوفيسا وعائلتها.
وأضافت: “من المهم أن نجلس ونتحدث مع الأطراف المعنية لفهم ما حدث، وذلك كجزء من التحقيق الجاري”.
في الوقت الذي تستمر فيه لوفيسا في معركتها مع المرض، ما زالت تنتظر إجراء عملية جراحية حاسمة يمكن أن تحسن من حالتها الصحية التي تتدهور بشكل مستمر.
تقول لوفيسا: “جسدي يتدهور بشكل مستمر، وأنا بانتظار إجراء عملية جراحية قد تكون حاسمة في تحسين وضعي الصحي، ولكن العلاج الذي أتلقاه حاليًا يساعد جزئيًا فقط. كان الجميع يأمل أن يكون العلاج أكثر فعالية”.