لوميلوندا، غوتلاند – في اكتشاف مذهل، عثر على كنز دفين من العملات الفضية العربية يعود تاريخه إلى ألف عام في موقع بناء بمنطقة لوميلوندا في غوتلاند.
تم الكشف عن الكنز بالصدفة خلال الأسبوع السادس والثلاثين، عندما لاحظ سائق حفارة وجود عدد من العملات الفضية أسفل صخرة قام بنقلها.
وعلى الفور، أُبلغت هيئة المقاطعة التي أرسلت فريقًا من علماء الآثار إلى الموقع. وبعد إجراء مسح أولي، تأكد الفريق من وجود كنز دفين يحتوي على عدد كبير من العملات الفضية التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي.
وخلال عمليات التنقيب التي استمرت ليومين، تمكن علماء الآثار من استخراج حوالي 100 عملة فضية. يخضع الكنز حاليًا للدراسة والتحليل لتحديد تاريخه بدقة، إلا أن النقوش العربية الواضحة على بعض العملات تشير إلى أن من دفنها كان قد سافر إلى بلاد بعيدة.
وفي تصريح للدكتور كريستيان هوفمان، عالم الآثار المشرف على التنقيب، قال: “من الواضح أن بعض العملات تحمل كتابات عربية، مما يشير إلى أن من دفنها هنا قد يكون قد سافر إلى تلك المناطق.”
وأضاف هوفمان أن حالة العملات جيدة بشكل عام، حيث تم العثور على العديد منها سليمة تمامًا، بينما كُسرت أخرى إلى نصفين أو حتى أرباع. وأوضح أن تقسيم العملات قديمًا لم يكن دليلًا على تلفها، بل كان وسيلة لتحديد قيمتها، حيث كان يتم التعامل بنصف العملة أو حتى بربعها في بعض الأحيان.
وإلى جانب العملات، عثر علماء الآثار أيضًا على بقايا أعمدة خشبية يعتقد أنها كانت جزءًا من مبنى بسيط. وللحصول على معلومات أدق عن تاريخ هذا المبنى، تم أخذ عينات من الخشب والعظام لتحليلها وتحديد تاريخها بالكربون المشع.
من جهتها، أعربت مالكة الأرض التي تم فيها الاكتشاف، نينا جيلينيوس، عن سعادتها بهذا الاكتشاف المذهل، قائلة: “إنه لأمر رائع أن أكون جزءًا من هذا الحدث التاريخي الفريد. إنه لأمر لا يصدق أن هذه العملات القديمة بقيت مدفونة في أرضنا طوال هذه القرون.”
وتُعد جزيرة غوتلاند من المناطق الغنية بالكنوز الأثرية، حيث سبق وأن تم العثور على العديد من الكنوز الفضية فيها على مر السنين، إلا أن هذا الاكتشاف يُعد الأول من نوعه منذ عام 2020.
وأشادت تيريز ليندستروم، المسؤولة في هيئة المقاطعة، بفريق العمل الذي أبلغ عن الاكتشاف فور العثور عليه، مؤكدة على أهمية مثل هذه الاكتشافات في إثراء معرفتنا بتاريخ الجزيرة وسكانها القدماء.
وسيتم إرسال العملات إلى المختبر لتنظيفها ودراستها بشكل أعمق، قبل أن يتم تسليمها إلى المتحف الوطني الذي سيحدد بدوره قيمة المكافأة التي ستُمنح للمُكتشف.
المصدر: Länsstyrelsen