كشفت سلسلة “الرماة – Skyttarna” التي يبثها برنامج “Uppdrag Granskning” الاستقصائي الشهير، عن واقع مؤلم يُبرز تورط عصابات الجريمة في السويد في استغلال الأطفال لتنفيذ جرائم عنيفة، في ظل موجة العنف التي تشهدها البلاد.
ضمن السلسلة، يشارك مجرمون من هذه العصابات تفاصيل حول استراتيجياتهم السوداء القاسية ودوافعهم الغامضة.
الأطفال وسيلة سهلة
خلال حديث مع الصحفي كروان فراج، وتحت غطاء السرية، يصف المجرمون كيف يجدون في الأطفال وسيلة سهلة لتنفيذ مهماتهم الإجرامية دون التورط المباشر في الأعمال العنيفة.
“آدم”، أحد الأفراد الذين تم استجوابهم، يعلق قائلاً: “من الأسهل أن تستغل طفلاً ليقوم بمهامك، كي تتجنب تلويث يديك بالجرائم.”
هذه السلسلة الوثائقية تلقي الضوء على الأساليب المتبعة في تدريب الأطفال ليصبحوا جنودًا ينفذون أوامر العصابات دون تردد أو وعي بالعواقب الأخلاقية لأفعالهم.
ربحية وكفاءة
من جانبه، يشرح “دانيال”، وهو عضو آخر في هذه العصابات، الذي حضر المقابلة متنكرًا ومسلحًا، كيف أن استغلال الأجيال الشابة أصبح لا يقتصر على الربحية فحسب، بل على كفاءتهم في “تحقيق نجاحات كبيرة”.
ويضيف: “لم نعد نلتزم بأي قواعد. إذا كنت عدوي، سأستهدفك أنت أو أحد أقربائك.”
جرأة عالية
تتحدث سلسلة “الرماة” عن التحديات الجديدة التي تواجه الشرطة السويدية في التعامل مع مجرمين يتميزون بصغر السن وجرأة عالية.
جالي بولجاريفيوس، رئيس الاستخبارات في منطقة الشرطة الوسطى، يعترف بأن هذا التحول يمثل “نقطة تحول سلبية محزنة” في نمط الجريمة، حيث ينتهي الأمر بالكثير من هؤلاء الشباب إلى استهداف أبرياء بطريق الخطأ.
يأتي بث سلسلة “الرماة” كجزء من التزام برنامج “Uppdrag Granskning” بتسليط الضوء على قضايا العصابات والجريمة المنظمة في السويد، وسعيًا لفهم أعمق لديناميكيات هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع.