SWED24: مع استمرار موجة الغلاء، يحذر خبراء الاقتصاد الزراعي من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في أوروبا، وفي السويد تحديداً، لن يكون مؤقتاً، بل يشير إلى تحول هيكلي طويل الأمد في سوق الغذاء، مدفوعاً بعوامل مناخية، إنتاجية، وهيكلية.
بحسب هيلينا هانسون، أستاذة اقتصاد القطاع الزراعي، فإن ما نشهده الآن “مجرد عينة” مما قد تواجهه الأسر مستقبلاً.
تقول هانسون: “ينبغي على الأسر أن تدرك أن هذه التطورات ليست عابرة، بل تمثل ملامح مستقبلية محتملة”.
يُرجع الخبراء موجة الغلاء الحالية إلى تراجع المحاصيل بسبب التغيرات المناخية، إضافة إلى انخفاض إنتاج الحليب في أوروبا مقارنة بالطلب. كما أن فشل موسم حصاد القهوة والزيتون بفعل الطقس ساهم بشكل مباشر في ارتفاع أسعارها.
توضح هانسون، قائلاً: “المستهلكون يحمّلون المسؤولية لكبرى سلاسل البيع بالتجزئة، لكن الواقع أن المشكلة أعمق من ذلك، وتشمل اختلالات في الإنتاج والعرض”.
تغيرات هيكلية في الزراعة
تُسلط التقارير الضوء على تحول في هيكل إنتاج الألبان، إذ تقلص عدد المزارع، بينما توسّعت القليلة المتبقية. إلا أن هذه المزارع الكبيرة أيضًا تواجه صعوبة في تحقيق أرباح مستدامة، مما يضغط على سلاسل التوريد ويؤثر على وفرة الحليب ومشتقاته.
وأصبح تأمين الغذاء في ظل التغيرات المناخية يتطلب استثمارات كبرى، وفقاً لما تم مناقشته خلال اجتماع بين وزراء سويديين وممثلين عن قطاعي الأغذية والزراعة.
تقول هانسون: “غالبية المحاصيل معرضة لتقلبات المناخ، وسيتطلب الأمر تحسينات في أنظمة الري والصرف لضمان استقرار الإنتاج الزراعي”.
من الماضي إلى الحاضر: كيف تغيرت كلفة الغذاء؟
رغم ارتفاع أسعار الغذاء بنسبة تقارب 32 بالمائة منذ خمس سنوات، لا تزال السويد في المتوسط الأوروبي بحسب يوروستات.
لكن مع ذلك، فإن الأسر السويدية بدأت تشعر بالضغط، حيث ارتفعت نسبة الإنفاق على الغذاء من 11 بالمائة إلى 14–15 بالمائة من الدخل المتاح خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كانت في الستينيات تصل إلى نحو ثلث الدخل.
يقول كريستيان يورغنسن، الخبير الاقتصادي في جامعة لوند: “رغم هذا الارتفاع، فإننا نأكل اليوم طعاماً أغنى وأفضل من السابق، مما يعكس تحسناً في جودة الاستهلاك الغذائي”.
وتتوقع بعض التقارير، مثل Lantbruksnytt، أن تصل كلفة الغذاء إلى 20 بالمائة من دخل الأسرة خلال سنوات قليلة. ويؤكد يورغنسن أن ذلك يعتمد على سلوك المستهلكين.
يضيف يورغنسن: “عندما ترتفع الأسعار، يلجأ المستهلك إلى سلة غذاء أقل تكلفة، لكنه بذلك يضحي بجودة المنتجات التي اعتاد عليها. وهذا بحد ذاته ثمن غير مباشر”.