مع تراجع معدلات الإنجاب وانكماش أعداد الأطفال بشكل ملحوظ، تواجه العديد من البلديات السويدية انخفاضاً حاداً في أعداد التلاميذ في رياض الأطفال والمدارس. في ظاهرةٍ تُنذر بتداعياتٍ على قطاع التعليم، لكنها في الوقت نفسه تُتيح فُرصةً لتعزيز قطاعاتٍ حيويةٍ أخرى، مثل رعاية كبار السن.
ووفقاً لتوقعات هيئة الإحصاء السويدية، سينخفض عدد أطفال رياض الأطفال بنسبة 12% بحلول عام 2033، في حين سيشهد عدد طلاب المدارس تراجعاً أكبر بنسبة 19%. وهو ما يعني تقلّص الحاجة إلى مشرفي رياض الأطفال ومُعلِّمي المدارس الابتدائية بشكلٍ ملحوظ.
وفي مقابل ذلك، تشهد فئة كبار السن (80 عامًا فما فوق) زيادةً مُستمرة، حيث من المتوقع أن يرتفع عددهم بنسبة 38% خلال الفترة نفسها. وهو ما يُشكّل ضغطاً متزايداً على قطاع رعاية كبار السن ويستدعي توفير كوادر مؤهلة لتلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمات.
ويُشير مجلس البلديات والمناطق السويدية” (SKR) إلى إمكانية تحويل بعض رياض الأطفال إلى دور رعاية مسنين لمواجهة هذا التحوّل الديموغرافي. كما تُشدد على أهمية توجيه مُوظفي رياض الأطفال، وخاصةً “مُساعدي المُعلمين”، نحو قطاع رعاية كبار السن بعد تزويدهم ببرامج تدريبية متخصصة.
وتُعتبر هذه الخطوة ضروريةً لتعويض النقص في الأيدي العاملة في قطاع رعاية كبار السن واستثمار الخبرات الموجودة في قطاع رياض الأطفال بشكلٍ أمثل.
ولا تزال هناك عوامل أخرى تؤثر على مستقبل الطلب على المعلمين في السويد، مثل معدلات تقاعد المعلمين واختيار البعض ترك المهنة. إلا أنّ التحوّل الديموغرافي يبقى العامل الأبرز الذي سيُعيد تشكيل خارطة القطاع التعليمي في السويد خلال السنوات المقبلة.
المصدر: Sydsvenskan