SWED 24: نشرت صحيفة “إكسبرسن” في عددها الصادر، اليوم الاحد مقالا للكاتب السويدي ماتس لارشون، تحدث فيه عن رؤيته لتطورات الأوضاع المحتملة ووضع الصراع في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد وسيطرة المعارضة، جبهة تحرير الشام على البلاد.
وكتب لارشون، قائلاً: شهدت دمشق احتفالات واسعة صباح اليوم مع إعلان سقوط نظام بشار الأسد، وهو الحدث الذي طالما انتظره السوريون منذ انطلاق الانتفاضة عام 2011. ورغم المشاهد التي تبعث على الأمل، يثير هذا التطور تساؤلات عميقة حول مستقبل البلاد، وسط مخاوف من أن تتحول هذه اللحظة إلى “نجاح كارثي” يعمق الانقسامات والصراعات.
وأضاف: بعد حملة عسكرية خاطفة استمرت 11 يومًا، تمكنت هيئة تحرير الشام (HTS) وحلفاؤها من إسقاط النظام. السقوط السريع للنظام فاجأ المحللين وأجهزة الاستخبارات، وهو مشهد يعيد إلى الأذهان انهيار كابول أمام طالبان عام 2021.
قائد الهيئة أبو محمد الجولاني حاول تقديم صورة مطمئنة في مقابلة مع نيويورك تايمز، حيث دعا إلى التعايش بين مختلف الطوائف السورية. لكن الشكوك ما زالت قائمة بشأن مدى قدرة الهيئة على الالتزام بهذه التصريحات.
احتفالات وانفراجات
بالتزامن مع سقوط النظام، فتحت الهيئة أبواب سجن صيدنايا، وأُطلق سراح آلاف المعتقلين الذين قضوا سنوات طويلة في الاعتقال.
كما بدأت موجة عودة للاجئين السوريين من لبنان، ما يعكس الآمال ببدء مرحلة جديدة أكثر استقرارًا.
ويرى لارشون، أن سقوط الأسد شكّل صدمة لحلفائه الرئيسيين:
- روسيا: تواجه خسارة قواعدها العسكرية في طرطوس وحميميم، مما يعرض نفوذها الإقليمي لضربة كبيرة.
- إيران: تفقد حجر الزاوية في “محور المقاومة” الذي يربطها بـحزب الله في لبنان.
- حزب الله: يتعرض لضغوط هائلة بعد المواجهات مع إسرائيل، ما يضعف قدرته على التأثير إقليميًا.
أما الولايات المتحدة وإسرائيل، فتتعاملان مع الحدث بحذر. الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أعلن أن بلاده لن تتدخل في التطورات السورية، فيما تراقب إسرائيل الوضع خشية تحول سوريا إلى مركز جديد للفوضى.
وأوضح، أنه ورغم سقوط النظام، يبقى مستقبل سوريا غامضًا في ظل وجود انقسامات عرقية ودينية حادة. سوريا اليوم مقسمة بين قوى متعددة: الأكراد في الشمال الشرقي، هيئة تحرير الشام في إدلب، وبقايا فصائل أخرى تنازع على السيطرة.
محللون يحذرون من أن سوريا قد تواجه مصيرًا مشابهًا لليبيا، حيث أدى سقوط النظام إلى فوضى طويلة الأمد.
وقال، إن سقوط نظام الأسد بعد أكثر من عقد على الحرب يمثل نهاية حقبة تاريخية. ومع ذلك، فإن غياب بديل واضح ومستقر يثير مخاوف من دخول البلاد في مرحلة جديدة من عدم الاستقرار، قد تطيل معاناة الشعب السوري الذي يعيش على أمل الخلاص من الحرب.