بين صخب أزمةٍ إدارية غير مسبوقة تهزّ أركان اتحاد الكرة الإسباني، يستعد “لا روخا” لخوض غمار نهائيات كأس أوروبا 2024 في ألمانيا، حاملًا في جعبته مزيجًا من التفاؤل الحذر والرغبة العارمة في استعادة أمجاد الماضي.
بعد العصر الذهبي.. سنوات من الضبابية:
بعد أن سحرت إسبانيا عشّاق الساحرة المستديرة بين عامي 2008 و2012، مُتوجةً بلقبي يورو متتاليين في 2008 و2012، إضافة إلى لقب كأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، دخلت الكرة الإسبانية في مرحلة من التراجع المُقلق، غابت فيها عن منصات التتويج القارية والدولية.
ورغم أن الفوز بلقب دوري الأمم الأوروبية العام الماضي أعاد بعض البريق إلى “لا روخا”، إلا أن الجميع يُدرك أن المنتخب الإسباني لا يزال يبحث عن ذاته ويحلم بالعودة إلى واجهة عمالقة القارة.
أزمات إدارية تُؤرّق المسيرة:
لم تُفلح إنجازات المنتخب في حجب الأزمة الإدارية التي تهزّ أركان اتحاد الكرة الإسباني، والتي بدأت بفضيحة التحرش الجنسي التي أطاحت برئيس الاتحاد، لويس روبياليس، لتتواصل مع فتح تحقيقات في قضايا فساد مزعومة تُهدّد مستقبل استضافة إسبانيا لنهائيات كأس العالم 2030.
دي لا فوينتي.. بين إرث إنريكي ورؤية جديدة:
بعد رحيل لويس إنريكي عقب الإخفاق في مونديال قطر 2022، وقع الاختيار على لويس دي لا فوينتي لقيادة “لا روخا” في يورو 2024.
ويُحاول دي لا فوينتي وضع بصمته الخاصة على أسلوب اللعب، مع الحفاظ على بعض ملامح الفلسفة الإسبانية التقليدية، القائمة على الاستحواذ وتمرير الكرة. ويُراهن المدرب الجديد على اللعب الهجومي السريع واستغلال مهارات لاعبيه الفردية لخلق الفرص وتسجيل الأهداف.
جيل جديد يحمل على عاتقه آمال الإسبان:
تُعلّق إسبانيا آمالها في هذه البطولة على جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، يتقدمهم المهاجم الصاعد لامين يامال، نجم برشلونة، والذي أصبح أصغر لاعب يمثل المنتخب الإسباني على مر التاريخ.
ويُقدم يامال مستويات مُبهرة مع برشلونة ومنتخب بلاده، ويُعتبر أحد أبرز المواهب الصاعدة في عالم كرة القدم، ويُتوقع له مستقبلٌ باهِر.
بين احتمالات التشاؤم الواقعية والأمل في الشباب
ستُواجه إسبانيا اختبارًا عسيرًا في يورو 2024، حيث أوقعتها القرعة في مجموعة ثانية حديدية إلى جانب إيطاليا، حاملة اللقب، وكرواتيا، وصيف كأس العالم، إضافة إلى منتخب ألبانيا، الذي لا يُستهان به في ظل تطوره الملحوظ مؤخرًا.
يُدرك الجميع أن مهمة منتخب إسبانيا في يورو 2024 لن تكون سهلة على الإطلاق. فالفريق لا يزال في مرحلة البناء، ويُعاني من عدم الاستقرار الفني، إضافة إلى الضغوطات الكبيرة الناتجة عن الأزمة الإدارية التي تُحيط باتحاد الكرة.
لكن يبقى الأمل معقودًا على الجيل الجديد من اللاعبين وقدرتهم على تخطّي كل الصعاب وتقديم مستوى مشرّف في البطولة، يُعيد إلى الأذهان أيام “لا روخا” الذهبية.