SWED 24: سجلت إسبانيا خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 أعلى متوسط لدرجات الحرارة في تاريخها، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الإسبانية (Aemet).
وبلغ متوسط درجة الحرارة 12.4 درجة مئوية، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل في نوفمبر 1983 بفارق نصف درجة مئوية. كما كان متوسط درجات الحرارة أعلى من المعدلات الطبيعية المسجلة بين عامي 1991 – 2020 بفارق 2.8 درجة مئوية.
ويأتي هذا الارتفاع اللافت في درجات الحرارة وسط تحذيرات متزايدة من تأثيرات التغير المناخي. ويرى الخبراء أن هذه الظاهرة تعكس تغيرات مناخية متسارعة قد تكون لها تداعيات خطيرة على النظم البيئية والاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من تسجيل انخفاض ملحوظ في نسبة الرطوبة بمقدار 40 بالمائة عن المعدلات الطبيعية لهذا الشهر، شهدت بعض المناطق موجات أمطار غزيرة أدت إلى فيضانات مدمرة، خاصة في فالنسيا.
الأمطار الغزيرة التي بدأت في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر واستمرت خلال نوفمبر، أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة. ولقي أكثر من 230 شخصًا مصرعهم نتيجة الفيضانات، بينما تضررت البنية التحتية بشكل كبير، بما في ذلك تدمير الطرق والجسور وشبكات السكك الحديدية.
كما غمرت المياه مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية، وأصبحت آلاف المنازل والمحال التجارية غير صالحة للاستخدام، ما أدى إلى نزوح كبير للسكان.
وتعد هذه الأحداث مؤشراً جديداً على التحديات البيئية المتزايدة التي يواجهها العالم، وخاصة في الدول المعرضة بشكل خاص لتداعيات التغير المناخي. خبراء المناخ يحذرون من أن هذه الكوارث ليست سوى بداية لسلسلة من الظواهر المناخية المتطرفة التي تشمل موجات حر أكثر شدة، وزيادة في عدد الحرائق والغابات، وتكرار الفيضانات المدمرة.
في هذا السياق، تتجدد الدعوات الدولية لتكثيف الجهود لمكافحة التغير المناخي. فيما يشدد العلماء على ضرورة خفض الانبعاثات الكربونية بشكل فوري واتخاذ خطوات جادة للتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.
بالنسبة لإسبانيا، التي تعد من أكثر الدول الأوروبية تأثرًا بهذه الظواهر، يبدو أن الحاجة إلى استراتيجيات طويلة الأمد للتخفيف من هذه التداعيات أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.