تتجه الأنظار اليوم نحو مباني المكاتب التي بُنيت في ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم في منطقة Marievik بالقرب من Liljeholmskajen، حيث يتم حالياً إعادة تصميمها وتحديثها بدلاً من هدمها.
يأتي هذا التوجه الجديد في إطار استراتيجية تهدف إلى الحفاظ على الهندسة المعمارية المميزة لتلك الفترة وإعادة استخدام المواد المتبقية من عمليات الترميم.
يشرح يوهان ليندسكوج، مدير المشروع في شركة “AMF Fastigheter”، قائلاً: “لقد أعدنا النظر في الهندسة المعمارية من فترة الثمانينيات والتسعينيات وقررنا الحفاظ عليها بدلاً من هدمها”.
تمتاز منطقة مارييفيك، Marievik بهندستها المعمارية ما بعد الحداثة التي كانت، حتى وقت قريب، غير محبذة. لكن اليوم، عادت هذه المباني إلى الأضواء لتصبح جزءًا من اتجاه معماري جديد يسعى للحفاظ على التراث المعماري وإعادة استخدام الموارد.
نهج دائري في إدارة الموارد
تعتمد شركة “AMF Fastigheter” على مبدأ الاقتصاد الدائري في مشروعاتها، حيث يتم جمع المواد والأثاث المتبقي من المباني القديمة وإعادة استخدامها في عمليات الترميم الأخرى. هذا الأسلوب يساهم في تقليل التأثير البيئي للمشروعات ويشمل استخدام المطابخ القديمة، النوافذ، وحدات الإضاءة، والبلاط.
يعلق ليندسكوج: “نحن نتعامل مع تحدٍ كبير يتمثل في العمل بأسلوب دائري بدلاً من الخطي التقليدي. عادةً ما نبدأ بورقة بيضاء، لكن الآن نحن ملزمون بالاستفادة مما هو متاح لدينا”.
مستقبل مستدام في قطاع البناء
وفقًا لهيئة الإسكان السويدية (Boverket)، يُسهم قطاع البناء والعقارات بأكثر من 20% من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في السويد.
وتؤكد الهيئة أن اتباع ممارسات إعادة الاستخدام والتفكير الدائري يمثل حجر الزاوية في تقليل هذه الانبعاثات وبناء مستقبل أكثر استدامة.
تقول هيلينا بيارنيغارد، المهندسة المعمارية في هيئة الإسكان: “نحن نعيد استخدام القليل ونقوم بالهدم أكثر مما نحتاج إليه. يجب أن نركز بشكل أكبر على إعادة الاستخدام والتفكير الدائري، فهذا هو المفتاح لمستقبل مستدام”.