SWED 24: داخل أروقة متحف التاريخ الطبيعي في السويد، يقبع “بنك العينات البيئية”، أحد أقدم الأرشيفات البيئية في العالم.
منذ ستينيات القرن الماضي، جُمعت فيه مئات الآلاف من العينات المجمدة التي تحمل في طياتها أسرار التغيرات البيئية، من دهون الدببة إلى النسور والبوم المجمدة. لكن هذه الكنوز العلمية باتت تواجه خطر الضياع بسبب امتلاء المجمدات بالكامل بحلول العام المقبل.
في درجات حرارة تصل إلى 25 درجة مئوية تحت الصفر، يخزن الأرشيف أكثر من 400 ألف عينة من الحيوانات والأنسجة التي تمثل “مكتبة” للبيئة السويدية على مدى العقود الماضية.
تقول سارة دانييلسون، أمينة المتحف: “هذا الأرشيف هو سجل حيّ للتغيرات البيئية التي مرت بها الطبيعة خلال الستين عامًا الماضية.”
تم جمع هذه العينات في فترات شهدت أزمات بيئية كبرى، مثل انخفاض أعداد ثعالب الماء والنسور البحرية والفقمات في خمسينيات القرن الماضي بسبب مواد كيميائية مدمرة مثل DDT وPCB، التي تم حظرها لاحقًا في السبعينيات. ومنذ ذلك الحين، لعب الأرشيف دورًا محوريًا في تتبع تأثير الملوثات على الحياة البرية واستعادة التوازن البيئي.
كنز علمي مهدد بالضياع
يشكل الأرشيف أداة لا غنى عنها لمراقبة الملوثات البيئية وتحليل تأثيرها عبر الزمن. بفضل العينات المحفوظة فيه، يتمكن العلماء من تتبع وجود الملوثات الجديدة والقديمة وتأثيرها على البيئة.
تصف دانييلسون الأرشيف بقولها: “إنه منجم ذهب علمي. عندما تظهر ملوثات جديدة، يمكننا العودة إلى هذه العينات لفهم تاريخ وجودها ومدى تأثيرها على البيئة.”
ورغم أهميته العلمية البالغة، يواجه الأرشيف أزمة حادة. حيث تشير التوقعات إلى أن المجمدات ستصل إلى طاقتها القصوى بحلول نهاية عام 2025، مما قد يضطر المتحف إلى اتخاذ قرارات مؤلمة بالتخلص من بعض العينات القيمة.
تقول دانييلسون: “نحن بحاجة ماسة إلى مساحة جديدة لحفظ هذه العينات. البديل الوحيد هو التخلص من عينات قد تكون حاسمة لفهم مستقبل البيئة.”
مع تزايد الحاجة إلى فهم التغيرات البيئية ومراقبة التلوث، يظل “بنك العينات البيئية” أداة لا غنى عنها للباحثين. التحدي الآن هو تأمين مستقبل هذا الكنز العلمي وضمان استمرار دوره في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة.