شهدت محافظة ستوكهولم زيادة كبيرة في وصف الأدوية للأطفال المصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) في السنوات الأخيرة.
ويقود أندرس كلينغستروم، أحد الأخصائيين النفسيين البارزين، جهودًا للتواصل مع السياسيين للحد من هذا التوجه، مؤكدًا أن ما يحتاجه العديد من الأطفال يتجاوز مجرد التشخيص والعلاج الدوائي.
وتشير التقديرات إلى أن ما بين 10-15% من سكان السويد يحملون تشخيص ADHD. ومع زيادة التشخيصات، ارتفعت أيضًا معدلات وصف الأدوية.
أندرس كلينغستروم، رئيس جمعية الأكاديميين SSR لأخصائيي العلاج النفسي المرخصين، أبدى قلقه من تزايد الاعتماد على العلاج الدوائي في الطب النفسي للأطفال.
يقول كلينغستروم: “التركيز الحالي ينصب على المزيد من التحقيقات الطبية ووصف الأدوية، دون البحث عن بدائل”.
الحاجة الى الدعم النفسي
يعتقد كلينغستروم أن العديد من الأطفال بحاجة إلى دعم نفسي وعلاج معرفي سلوكي بدلاً من الاعتماد فقط على الأدوية.
من جانبه، أوضح سفين بولته، أستاذ الطب النفسي للأطفال والمراهقين في مركز أبحاث BUP Kind، أن التدخلات النفسية والاجتماعية قد تكون صعبة التنفيذ.
وقال: “العديد من التدخلات الأخرى تأخذ وقتاً طويلاً وتكون مرهقة ومكلفة. إنها مسؤولية مجتمعية، ويجب أن يتشارك المجتمع بأسره في دعم الأطفال المصابين بـ ADHD”.
وأشار الأخصائي النفسي غونار بومان، الذي لديه خبرة واسعة في الرعاية النفسية، إلى ضرورة تغيير النهج الحالي.
يقول بومان: “يجب أن يتلقى الناس دعمًا يساعدهم في التعامل مع ظروفهم الاجتماعية قبل اللجوء إلى العلاج الدوائي. إن الاعتماد المفرط على الأدوية لا يحل المشاكل الأساسية ولا يعلم كيفية التعامل مع التحديات المستقبلية. كما أن الآثار الجانبية للعلاج الدوائي على المدى الطويل لم تُدرس بشكل كافٍ حتى الآن”.
عواقب طويلة الأمد
بدوره، يشير سفين بولته إلى أن إجراء دراسات أخلاقية حول العواقب طويلة الأمد لأدوية ADHD يعتبر تحديًا، لكنه يشير إلى أن البيانات المسجلة تشير إلى نتائج إيجابية على المدى الطويل.
ويضيف: “لم نرَ حتى الآن أدلة تشير إلى أن هذه الأدوية تشكل خطرًا طويل الأمد”.
يُذكر أن هناك تشخيصًا آخر يُعرف باسم اضطراب “الإجهاد ما بعد الصدمة المعقد” (C-PTSD)، والذي يشترك في العديد من الأعراض مع ADHD.
وتم تضمين هذا التشخيص في دليل التشخيص التابع لمنظمة الصحة العالمية (ICD-11) منذ عام 2019، لكن السويد لم تعترف به بعد.
ويشير هذا التشخيص إلى تأثير الصدمات المتكررة على الأشخاص، على عكس اضطراب PTSD الذي يتطلب حدثًا صادمًا واحدًا للتشخيص.