صدر كتاب جديد للباحث المقيم في السويد صاحب الربيعي بعنوان: آليات القوة الذكية وقدرات الإرغام.
جاء في مدخل الكتاب: تعدّ القوة الأداة الأكثر فعالية في فرض الإرادة والنفوذ على الآخرين، وكلما كانت موارد القوة كبيرةً، اتسعت دائرة النفوذ فيضطر الآخرون للانصياع دون إرادتهم، لأن الضعيف في اللاوعي يخشى القوي فيمارس طقوس الخضوع، إما خشيةً من الاضطهاد وإما لطلب الحماية والتملق. والقوة ليست مجرد امتلاك وسائل العنف وحسب بل امتلاك الموارد الاقتصادية والمالية القادرة على إفقار الآخرين وتجويعهم، لذلك يمكن عدّها الأداة الحاكمة عبر التاريخ، من دونها لا حضارة قائمة فالتاريخ يؤرخ المساهمات الكبيرة للأمم القوية، ويهمل المساهمات الضئيلة للأمم الضعيفة.
لكن فعالية استخدام القوة المجردة تختلف من زمان إلى زمان آخر. فاستخدام القوة في الحاضر لا يخضع غالباً لقرار فردي – باستثناء الأنظمة المستبدة – كما في السابق، وإنما يخضع لقرار جماعي، لأن الدولة تستمد عزم قوتها من قوة كل مؤسسة فيها تدار بصورة جماعية، وبمقدار ما توظف موارد قوة الدولة بصورة عقلانية يزداد شأنها على المستوى الداخلي والخارجي. ويمكن عدَّ موارد قوة الدولة أذرعاً فولاذية تفرض هيبتها على الجميع ودون الحاجة إلى استخدام القوة، وربما يتطلب أحياناً التلويح بها لإخضاع الآخرين، أو يتطلب أحياناً استخدامها بصورة مباشرة لإجبار الآخرين على الانصياع.
وعليه فإن الإدارة العقلانية لموارد القوة المختلفة يجب أن تستخدم بصورة ذكية، وحسب الحاجة، وقيمة الهدف حتى لا تُستنفد مع الزمن، خاصة أن الدول العظمى تمتلك موارد قوة متكافئة – إلى حد ما – مما يمنح كل منها دوراً معيناً على الساحة الدولية، لكن عند توظيف إمكانات الحلفاء وقدراتهم لصالح دولة عظمى تتعاظم قدراتها على الإرغام في مواجهة إمكانات وقدرات الدول العظمى الأخرى وحلفائها.
يتألف الكتاب من ستة فصول: الفصل الأول (القوة والدولة) يبحث في محورين، المحور الأول: مفهوم القوة واستخداماتها، والمحور الثاني: مقومات الدولة والنظام السياسي.
والفصل الثاني (أداوت القوة الناعمة) ويبحث في ثلاثة محاور، المحور الأول: الأدوات الرئيسة للقوة الناعمة واستخداماتها، والحور الثاني: توظيف السمعة الدولية والدبلوماسية الشعبية، والمحور الثالث: توظيف الموارد الاقتصادية والمالية.
والفصل الثالث (أدوات القوة الذكية) ويبحث في ثلاثة محاور، المحور الأول: الأدوات الرئيسة للقوة الذكية واستخداماتها، والمحور الثاني: توظيف مهارات الاحتواء والاستقطاب والإقناع، والمحور الثالث: توظيف التقنيات الإلكترونية والتكنولوجية.
والفصل الرابع (الاستخبارات ومهامها) ويبحث في محورين، المحور الأول: التجنيد الاستخباري للعملاء والجواسيس، والمحور الثاني: دور الأجهزة الاستخبارية ومهامها.
والفصل الخامس (النظام الدولي والحروب) ويبحث في محورين، المحور الأول: النظام الدولي وتوازن القوى، والمحور الثاني: المسوغات الحقيقية لشن الحروب العدوانية. والفصل السادس (السياسات الدولية الأمريكية) ويبحث في محورين، المحور الأول: الأمن القومي الأمريكي وقدرات الإرغام، والمحور الثاني: هندسة النظام الدولي وفرض الهيمنة الأمريكية. وأخيراً الخلاصة، والمراجع، وملخص الكتاب باللغة الإنكليزية.
المؤلف: صاحب الربيعي.
عنوان الكتاب: آليات القوة الذكية وقدرات الإرغام.
قياس الكتاب: 17 × 24 سم.
عدد الصفحات: 261 صفحة.
دار الطباعة: دار الكُتاب- ستوكهولم.