SWED 24: كشف تحقيق صحفي أجرته صحيفة expressen عن انتهاكات خطيرة داخل مركز تجميل سويدي يدعى، Rapide، حيث أفاد موظفون حاليون وسابقون في المركز، بتعرضهم لممارسات غير قانونية وظروف عمل “مرعبة”، من بينها تفتيش المدراء للموظفات عبر شمّ رائحتهن لمعرفة ما تناولنه من طعام.
وأوضحت شهادات عدة موظفات، أن بيئة العمل في المركز كانت قاسية وغير إنسانية، حيث تم تهديد العاملات بغرامات تصل إلى 50 ألف كرونة سويدية إذا غادرن أماكن عملهن حتى لدخول المرحاض، وإجبارهن على العمل لخمس ساعات متواصلة دون استراحة. كما تم إلزام الموظفات بتوقيع عقود تلزمهن بتعويض الشركة عن تكلفة التدريب الداخلي إذا استقلن خلال الأشهر الستة الأولى.
إحدى الموظفات السابقات صرّحت، قائلة: “لم يكن مسموحًا لنا حتى بتناول الطعام الذي له رائحة قوية، زميلتي تناولت طعامًا متبلًا وتعرضت للتوبيخ. كانت المديرة تمرّ بيننا لتشمّ ما إذا كنا تناولنا شيئًا معينًا، كما كانت شديدة الصرامة بشأن فترات دخول الحمام”.
رسالة داخلية واعتذار رسمي
بعد انتشار التحقيق، أرسلت رئيسة مجلس إدارة “رابيد”، Åsa Sånemyr، رسالة بريد إلكتروني داخلية للموظفين، أعربت فيها عن صدمتها مما ورد في التقرير الصحفي.
وقالت في رسالتها: “قرأت المقال وشعرت بصدمة شديدة. ما حدث لم يكن مقبولًا على الإطلاق، وأنا لا أقبل أو أدعم أيًا من هذه الممارسات”.
كما تقدمت باعتذار رسمي نيابة عن الشركة، قائلة: “أود الاعتذار لكل من شعر بأنه لم يُعامل باحترام من قبل أي مسؤول أو زميل. هذا السلوك غير مقبول أبدًا”.
النقابات تستنكر: “رابيد لا تفهم قوانين العمل في السويد”
وندد اتحاد عمال التجارة (Handels) بالممارسات داخل الشركة، حيث صرّح مارتن نيبيرغ، السكرتير النقابي، بأن ما يجري في “رابيد” يعكس عدم التزامها بقوانين العمل السويدية، مؤكدًا أن النقابة حذرت الشركة مرارًا من سوء بيئة العمل.
وقال نيبيرغ: “نحن أمام انتهاكات أساسية لحقوق العمال. من غير المقبول أن تستمر هذه الممارسات دون مساءلة. الشركة لا تستمع لتحذيراتنا، والبيئة فيها غير إنسانية”.
موظفات سابقات: “الانتهاكات مستمرة منذ تأسيس الشركة”
ورغم محاولة الإدارة التقليل من خطورة الموقف، أكدت موظفات سابقات أن هذه الانتهاكات مستمرة منذ تأسيس الشركة عام 2013.
إحدى الموظفات علّقت قائلة: “لقد قدمنا شكاوى سابقة للنقابة ولـ(وكالة بيئة العمل السويدية)، لكن لم يتغير شيء. العديد من الموظفات انهارت نفسيًا بسبب الضغط، وأنا واحدة منهن”.
فيما أكدت أخرى: “عملت لديهم لمدة 14 يومًا متواصلة رغم إصابتي بالمرض، لأنني كنت مديرة متجر، وعندما أخبرت المديرة الإقليمية بذلك، ضحكت وقالت لي: (مرحبًا بكِ في عالم الإدارة)”.
إدارة “رابيد” تبرر وتعد بالتغيير
وفيما ترفض رئيسة مجلس الإدارة التعليق على ما إذا كانت المشكلات قائمة منذ سنوات، أكدت أن الإدارة الجديدة تسعى لحل الأزمة.
وقالت: “نحن نُجري تغييرات منذ أكتوبر الماضي. نعمل على خطط للتحسين وننظر في مسألة توقيع اتفاقيات جماعية لضمان بيئة عمل أكثر عدلًا”.
لكن هذا الرد لم يُقنع الكثيرين، حيث رأى موظفون سابقون أن “الإدارة كانت تعلم بالمشكلات منذ فترة طويلة لكنها تجاهلتها، ولم تبدأ بالتحرك إلا بعد انتشار الفضيحة إعلاميًا”.
وحاولت إكسبريسن التواصل مع مالكة الشركة سوزان لونكفيست وابنتها تيلدا نورد، اللتين تمتلكان الحصة الأكبر من “رابيد”، إلا أنهما امتنعتا عن تقديم أي تعليق مباشر.
وأرسلت سوزان لونكفيست رسالة نصية قالت فيها: “يمكنك إرسال أسئلتك عبر البريد الإلكتروني، وسأحاول الإجابة عليها لاحقًا”، لكنها لم تقدم أي ردود إضافية.
أما تيلدا نورد، فأحالت الصحيفة إلى المديرة التنفيذية السابقة جوزفين لوندين، قائلة: “عليكِ التحدث معها”.
في ظل تصاعد الغضب على وسائل التواصل الاجتماعي، ومطالبة الموظفات السابقات بمحاسبة الإدارة، تواجه “رابيد” أزمة ثقة حقيقية.
ويبقى السؤال: هل تتخذ الشركة إجراءات فعلية لتحسين أوضاع موظفيها، أم أن هذه التصريحات مجرد محاولة لاحتواء الأزمة الإعلامية؟