SWED24: في مشهد مهيب، شهدت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان اليوم مراسم وداع البابا فرنسيس، حيث تجمع أكثر من 200 ألف شخص لتشييع الرجل الذي ترك بصمة استثنائية على الكنيسة الكاثوليكية والعالم.
مع قرع أجراس الفاتيكان وأداء ترنيمة “آفي ماريا”، انطلقت مراسم الجنازة وسط أجواء من الحزن والرهبة. حملت نعش البابا البسيط المصنوع من الخشب إلى الساحة، حيث كسر الصمت الحزين تصفيق حار من الحاضرين في لحظة وداعية مؤثرة.
حضور عالمي رفيع
حضر الجنازة عدد كبير من قادة العالم وكبار الشخصيات، من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب وزوجته ميلانيا ترامب، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إضافة إلى شخصيات ملكية بارزة.
جلس العاهل السويدي والملكة بالقرب من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي لقي ترحيباً حاراً من الحاضرين عند وصوله إلى الساحة، وسط تصفيق متقطع يعكس التضامن مع بلاده.
دونالد ترامب جلس بين رئيس فنلندا ألكسندر ستوب ورئيس إستونيا ألار كاريس، في مشهد أبرز الزخم الدولي الاستثنائي الذي شهدته المراسم.
وداع شعبي بطابع إنساني
بخلاف ما جرت عليه العادة في جنازات الباباوات السابقين، طلب البابا فرنسيس أن يتم نقله إلى مثواه الأخير بواسطة الفقراء والمشردين.
وقد اصطف قرابة أربعين شخصاً من المشردين والمهاجرين والسجناء، وكل يحمل وردة بيضاء، لوداع البابا الشعبي التقدمي الذي لطالما نصّر المهمشين خلال فترة حبريته.
في لفتة مميزة، اختار البابا فرنسيس أن يُدفن في بازيليكا سانتا ماريا مادجوري وسط روما، حيث كان يقضي ساعات طويلة في الصلاة أمام أيقونة العذراء مريم، المفضلة لديه، بدلاً من تقليد الدفن في سرداب كاتدرائية القديس بطرس كما فعل أسلافه.
إرث البابا فرنسيس
امتدّت فترة بابوية فرنسيس لتكون واحدة من أكثر الفترات تحرراً وانفتاحاً في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية.
لقد استلهم اسمه من القديس فرنسيس الأسيزي، الذي كرس حياته لخدمة الفقراء والمحتاجين، وكانت رسالته دائمًا موجهة نحو العدالة الاجتماعية، السلام، ورعاية المهمشين.
واليوم، وبين أزهار بيضاء ودموع من شعوب شتى، يُطوى فصل آخر من تاريخ الفاتيكان، ممهورًا بحياة رجل اختار أن يكون قريبًا من البسطاء حتى آخر لحظاته.