SWED24: في تحقيق مثير للجدل، كشف التلفزيون السويدي عن شركات تقدم خدمات الموت الرحيم سراً داخل المنازل، حيث تُعرض معدات لإنهاء الحياة دون الحاجة إلى فحوصات طبية أو استفسارات حول الحالة الصحية للمتقدمين.
البرنامج الوثائقي “المساعدة الأخيرة” أظهر كيف تم تقديم عرض لمراسل صحفي بالحصول على معدات خاصة لإنهاء الحياة مقابل المال، في انتهاك واضح للقوانين السويدية.
أنبوب غاز وكيس بلاستيكي
في التحقيق، تواصل مراسل البرنامج مع شركة تدعى “إيليسيوم”، مدعياً أنه يبحث عن مساعدة لوالدته التي ترغب في إنهاء حياتها. وخلال المكالمة الهاتفية، أوضح ممثل الشركة أن الطريقة تعتمد على أنبوب غاز متصل بكيس بلاستيكي، مؤكداً أن تكلفة الخدمة تبلغ 45,000 كرونة سويدية داخل ستوكهولم، وأن الشركة لا تدفع أي ضرائب على الأموال التي تحصل عليها.
كما ادعى ممثل الشركة أنهم ساعدوا بالفعل عشرة أشخاص سابقًا على إنهاء حياتهم بنفس الطريقة.
الموقف القانوني: هل يُعاقب القانون على هذه الممارسات؟
المحامية هانا لارسون رامب، المتخصصة في القانون السويدي، أكدت في البرنامج أن تقديم المساعدة لشخص يرغب في الموت لا يُعد جريمة بحد ذاته، بشرط أن يكون القرار نابعاً عن إرادة حرة.
وقالت رامب: “إذا كان الشخص قادراً على اتخاذ قراره بنفسه ويريد الموت، فإن تقديم المساعدة له لا يُعتبر جريمة قانونية”.
ومع ذلك، أشارت إلى أن وجود دافع مالي قد يغير الوضع القانوني، مضيفة: “مجرد تقاضي الأموال مقابل هذه الخدمة لا يجعلها غير قانونية مباشرة، ولكن الأمر يعتمد على التأكد من أن الشخص يتخذ القرار بإرادته الحرة تماماً”.
عندما طلب فريق البرنامج مقابلة ممثلي الشركة رسمياً، لم يتلقوا أي رد. وبعد وقت قصير، اختفى موقع الشركة من الإنترنت، مما يثير تساؤلات كبيرة حول هوية الجهات التي تقف وراء هذه الممارسات والرقابة القانونية عليها.
ويفتح التحقيق الباب أمام نقاش واسع حول قضية الموت الرحيم في السويد، والقوانين التي تحكم مثل هذه الخدمات المثيرة للجدل.