SWED 24:؛ تحولت عمليات تجنيد الأطفال والشباب للأنشطة الإجرامية من الأماكن العامة كالساحات المدرسية إلى العالم الرقمي، حيث تنشط الشبكات الإجرامية على منصات التواصل الاجتماعي وخدمات المراسلة المشفرة.
تعمل الشبكات الإجرامية على التواصل مع الأطفال والشباب عبر المنصات التي يقضون عليها وقتهم مثل تيك توك، إنستغرام، وسناب شات. يجد هؤلاء الشباب أنفسهم متابعين لأشخاص ينتمون إلى هذه الشبكات أو لديهم ارتباطات بالجريمة المنظمة.
يبدأ الأمر بمتابعة بسيطة أو إرسال رسالة، ومن ثم تتطور العلاقة. يعرض هؤلاء المجرمون صورًا لحياة فاخرة عبر وسائل التواصل، يظهرون فيها بسيارات فاخرة وساعات باهظة الثمن وممتلكات أخرى مغرية، وذلك لإغراء الشباب، كما ينشرون أحيانًا مقاطع فيديو تحمل مشاهد عنيفة لإظهار “قوتهم”، مما يجذب الشباب الذين ينظرون إلى هذا المحتوى بإعجاب.
مهمات إجرامية تُسند للشباب عبر التطبيقات المشفرة
لا يتوقف الأمر عند الترويج لصورة الحياة الفاخرة، بل يتعداه إلى إسناد مهمات إجرامية للشباب، مثل نقل أسلحة، أو أموال، أو مخدرات. وقد تتضمن المهام أيضًا إطلاق النار أو تنفيذ تفجيرات. بمجرد تحديد هؤلاء المجرمين للأطفال أو الشباب المستعدين للقيام بأعمال عنف، يُطلب منهم غالبًا تحميل تطبيقات مشفرة مثل سيجنال أو تيليغرام لمواصلة التواصل بسرية.
تقدم هذه التطبيقات إمكانيات للتواصل الآمن حيث يصعب تعقب المحادثات أو الاطلاع عليها. في هذه المحادثات المشفرة، قد يُطلب من الشباب إرسال معلومات شخصية أو صور لوثائق الهوية، لضمان التزامهم. ويتم استخدام هذه المعلومات كوسيلة ضغط، حيث يمكن تهديدهم بالابتزاز أو الانتقام في حال تراجعهم عن المهام.
تأثير الخوارزميات في زيادة تعرض الأطفال للجرائم
تسهم خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي أيضًا في زيادة تعرض الأطفال والشباب لهذا المحتوى، حيث تعزز الخوارزميات من ظهور المحتوى المرتبط بالعنف والجريمة في حساباتهم كلما زاد تفاعلهم معه.
التفاعل مع أشخاص مرتبطين بالجريمة أو مشاهدة محتوى يتعلق بالعنف يفتح الباب أمام تعرضهم لمزيد من هذا النوع من المحتوى، ما يساهم في جعلهم عرضة للتجنيد من قبل هذه الشبكات.
توجد عدة تطبيقات مشفرة تستخدم عالميًا، مثل سيجنال وتيليغرام، توفر لمستخدميها خصوصية تامة، مما يسهل على الشبكات الإجرامية استخدامها للتخطيط للجرائم بعيدًا عن الأنظار. في هذه التطبيقات، يتلقى الشباب التعليمات المتعلقة بجرائمهم، مثل المواقع المستهدفة، وأماكن تسلم الأسلحة أو المتفجرات، وكذلك المبلغ المالي المخصص لكل مهمة. هذه الخصوصية تجعل من الصعب على الجهات الأمنية الوصول إلى تفاصيل هذه الجرائم قبل وقوعها.
دور الأهل والمجتمع في مواجهة التجنيد الرقمي
تعمل الشرطة السويدية على مراقبة البيئات الرقمية والتعاون مع شركات وسائل التواصل لإزالة المحتوى الإجرامي، لكن الإنترنت واسع ويصعب تغطية كافة جوانبه. ومن هنا، يأتي دور الأهل والمجتمع، حيث يُنصح الأهل والمعلمون والمدربون الرياضيون بمراقبة الحياة الرقمية للأطفال والشباب، وطرح الأسئلة باستمرار حول نشاطاتهم الرقمية.
من المهم أن يكون الأهل على اطلاع بمن يتواصل معهم أبناءهم على وسائل التواصل، وما هي الحسابات التي يتابعونها، وأي تغييرات قد تطرأ على حياتهم، مثل امتلاكهم لأموال نقدية غير مبررة أو ازدياد أرصدتهم البنكية بشكل ملحوظ. يوصى الأهل أيضًا بمشاركة الشباب في بعض الأنشطة الرقمية لتعزيز الثقة والوعي لديهم.
طلب المساعدة ليس فشلًا
تشدد الشرطة على أهمية طلب المساعدة فور الاشتباه بتورط الأطفال أو الشباب في نشاطات إجرامية أو عند ملاحظة علامات تدل على ارتباطهم بشبكات إجرامية.
وتؤكد الشرطة أن اللجوء إلى طلب المساعدة ليس مؤشرًا على فشل الأهل أو المدرسة، بل هو خطوة ضرورية لضمان سلامة الأطفال والشباب، حيث يمكن التواصل مع الخدمات الاجتماعية في البلدية المعنية، كما يمكن استشارة موظفي المدارس للحصول على الدعم اللازم.
الدعم المتوفر في جميع أنحاء السويد
- خط الدعم الوطني للأطفال – Bris: 116 111
- هاتف Bris للبالغين (بالسويدية): 077-150 50 50، (بالإنجليزية والعربية): 077-448 09 00
- خط دعم ضحايا الجريمة – Brottsofferjouren: للضحايا والشهود والأقارب، اتصل على 116 006 أو قم بزيارة brottsofferjouren.se
- خط الآباء – Föräldralinjen: خط دعم لمن يقلقون بشأن الأطفال، اتصل على 020-85 20 00 أو قم بزيارة mind.se
- الشرطة: للإبلاغ أو تقديم معلومات، اتصل على 11414 أو زر polisen.se/tips
- للطوارئ: اتصل بـ 112