اتهم عضو البرلمان السويدي السابق عن حزب المحافظين الحاكم، حنيف بالي، إيران وما سماه بالقوى الخاضعة لها مباشرة، بتأجيج الأوضاع وتوجيه ردود الفعل على أزمة حرق المصحف الشريف، فيما ووصف ردود فعل الدول التي يُهيمن عليها السنة بأنها معتدلة الى حد ما.
جاء ذلك في مقال رأي كتبه في صحيفة ” expressen” السويدية واسعة الانتشار. (المصدر باللغة السويدية/ انقر هنا).
وقال بالي، إن إيران والقوى المرتبطة بها، تهاجم السويد الآن، لأن محكمة سويدية “حكمت على الجلاد الإيراني حميد نوري”، حسب وصفه، بالسجن المؤبد.
وكان القضاء السويدي حكم في يوليو من العام الماضي 2022، بالسجن المؤبد على القاضي الإيراني حميد نوري، المعتقل في السويد منذ نوفمبر 2019، لإدانته بارتكاب جرائم حرب.
اقرأ المزيد حول الحكم على حميد نوري / انقر هنا
ووفق بالي، فإن السويد اعتقلت المسؤول الإيراني في مطار (Arlanda) بستوكهولم اثناء سفره “لحاجته الماسة الى ممارسة الجنس مع امرأة أبدت رغبتها في ذلك، لكن المعارضون الإيرانيون هم من كانوا استدرجوه”، حسب كاتب المقال، الذي اتهم إيران بأنها “خطفت مواطنين سويديين رداً على قرار السويد، من أجل ابتزاز السويد لتسليم الجلاد الصغير”.
وتهكم بالي على رد فعل إيران قائلاً: “تجد الديكتاتوريات صعوبة في فهم أن المحاكم السويدية مستقلة”.
وتعزيزاً لإتهامة إيران بالوقوف وراء ردود الفعل القوية في العالم الإسلامي ضد السويد، استعرض كاتب المقابل حنيف بالي، تصريح أعلى زعيم ديني في إيران، وهو آية الله على خامنئي، الذي كان أعلن أن السويد في حالة حرب مع العالم الإسلامي.
وأشار الى أن سلوان موميكا الذي أحرق “المصحف الشريف” كان له ارتباط قوي بالميلشيات التابعة لإيران، “حيث كان آخر عمل قام به سلوان في العراق، هو حثّ رجال ميليشياته على الاستجابة لدعوى مقتدى الصدر بالهجوم على الحكومة العراقية.
“لم يكن هذا رد فعلهم هكذا عندما أحرق بالودان القرآن”
وفي معرض انتقاداته الشديدة لإيران والقوى المرتبطة بها، قال كاتب المقال: “مقتدى الصدر ليس مجرد شخص واحد، فهو زعيم جيش المهدي، الزعيم الديني للسكان الشيعة في العراق “الموالي ولاء لا شفاء منه للثيوقراطية الشيعية في إيران”، حسب وصف الكاتب.
سارع الصدر في ترديد استنكار إيران للسويد ودعا أتباعه الى التجمع والاحتجاج خارج السفارة السويدية في العراق، الأمر الذي فعلوه على الفور، واقتحموا السفارة.
حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، كان سريعاً جداً في التحول، فقد أعلن الحرب على السويد في نفس اليوم الذي احرق فيه موميكا القرآن. تنسيق مثير للإعجاب.
لم يُسمع صوت هذه القوى بالطريقة نفسها عندما كان راسموس بالودان يقوم بجولات حرق القرآن في السويد، لإن ذلك كان يتم قبل ان يتم الحكم في السويد على الجلاد حميد نوري.
“لإيران مخالب في ستوكهولم”
ولم تقتصر اتهامات كاتب المقال على الأطراف الشيعية العراقية واللبنانية، بل قال “يوجد في Järfälla مسجد الإمام علي، وهو المركز الرئيسي للمجتمعات الشيعية في السويد، حيث جاء إمام المسجد من قم الإيرانية. المسجد، الذي يُطلق عليه عادة سفارة إيران الثانية في السويد، يتبع بشكل مباشر لآيات الله في طهران.
سرعان ما نظم المسجد وأقسامه الفرعية الممولة بالمنحة مظاهرات في جميع المدن الرئيسية في السويد. ينتقد الشتات الإيراني النظام بشدة، ولكن بعد الهجرة الشيعية الكبيرة من العراق وأفغانستان في السنوات الأخيرة، نمت هذه التجمعات الموالية لإيران الى درجة التصدع.
“على الحكومة السويدية التصرف”
وانتقد كاتب المقال أيضا بشدة الحكومة السويدية، وقال إن على وزير الخارجية توبيّاس بيلستروم والمسؤولين الآخرين، “اخذ قسط من الراحة من رسائل العفو التي كتبوها للعديد من القادة المسلمين، وبدلاً من ذلك عليهم مراجعة كيف أصبحت المساجد في السويد بيادق يستخدمها الأجانب المعادون لزعزعة استقرار السويد.
وربما ينبغي عليهم ان يسألوا أنفسهم ما إذا كان من المعقول ان يقوم دافعو الضرائب في السويد بدعم هذه المؤسسات.
إذا ارادت الحكومة الخروج من هذه الفوضى، عليها أن تتوقف عن رد الفعل وتتولى القيادة.