باريس – وكالات تشهد الساحة الدولية تطورات متسارعة بشأن الحرب في أوكرانيا، حيث تستعد الولايات المتحدة لعقد مفاوضات مع روسيا في السعودية، بينما أكد معسكر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن أوروبا لن تكون جزءًا من هذه المحادثات.
في هذا السياق، وصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث فكرة استعادة أوكرانيا لحدودها لعام 2014 بأنها “غير واقعية”، مستبعدًا في الوقت ذاته انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
أزمة في أوروبا وقمة طارئة في باريس
على وقع هذه التصريحات الأمريكية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى اجتماع أوروبي طارئ في باريس، يوم الاثنين، لمناقشة التحولات الجديدة في السياسة الأمريكية تجاه الأزمة الأوكرانية. ومن المتوقع أن يشارك في الاجتماع قادة كل من ألمانيا، بريطانيا، إيطاليا، بولندا، إسبانيا، وهولندا، إلى جانب الدنمارك، التي ستمثل دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق.
ووفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، فإن الدنمارك ستحضر الاجتماع كممثلة لثماني دول ضمن إطار التعاون الأمني والسياسي الشمالي البلطيقي (NB8)، حيث تتولى حاليًا رئاسة هذا التجمع. أما السويد، فلن يكون لها مقعد مباشر على طاولة المفاوضات، وسيتم تمثيلها من خلال الوفد الدنماركي.
الولايات المتحدة تواصل اتصالاتها مع روسيا.. وأوكرانيا خارج المباحثات
في تطور لافت، يستعد مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، إلى جانب المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، للتوجه إلى السعودية هذا المساء، حيث من المقرر عقد محادثات مع مسؤولين روس.
في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يتلقَّ أي دعوة لحضور هذه المفاوضات، ما يزيد من الغموض حول مستقبل بلاده في أي تسويات سياسية محتملة.
في حين صرّح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في مقابلة مع قناة CBS، بأن أوكرانيا ستكون جزءًا من “المفاوضات الحقيقية” عندما يحين وقتها، في إشارة إلى أن المحادثات الأولية قد لا تشمل كييف بشكل مباشر.
قلق أوروبي من التحركات الأمريكية
أثارت التصريحات والقرارات الأمريكية الأخيرة، لا سيما تلك التي خرجت عن مؤتمر ميونيخ الأمني خلال الأيام الماضية، حالة من القلق الشديد في أوروبا، حيث تخشى العواصم الأوروبية من أن يكون استبعادها من المفاوضات مؤشرًا على تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه الحرب في أوكرانيا، ما قد يعيد رسم موازين القوى في الصراع المستمر منذ عامين.
وفي ظل هذه التحولات، تظل التساؤلات قائمة حول موقف إدارة بايدن من هذه التطورات، ودور ترامب المحتمل في إعادة تشكيل المشهد الجيوسياسي في حال عودته إلى البيت الأبيض.