SWED24: قال المعلق السياسي في التلفزيون السويدي، ماتس كنوتسون، أنه لم يحدث من قبل أن خيم هذا القدر من الغموض على ميزانية ربيعية سويدية كما هو الحال الآن، غموض يتمحور حول شخص واحد فقط: دونالد ترمب. الرئيس الأمريكي الذي لا يلوح فقط بتهديدات جمركية، بل يقلب التوازنات الاقتصادية والسياسية على ضفتي الأطلسي.
فبينما كانت الحكومة السويدية وائتلافها مع حزب (SD) يعوّلان على خروج تدريجي من الركود الاقتصادي قبل موعد الانتخابات المقبلة، جاءت الأحداث الأخيرة في واشنطن لتبدد الآمال.
إعلان ترامب عن رسوم جمركية جديدة، رغم تعليقها جزئياً لمدة 90 يوماً، أثار حالة من الارتباك في الأسواق العالمية وأدى إلى تباطؤ ملموس في توقعات النمو داخل السويد.
شكوك متصاعدة ومستقبل غامض
وزارة المالية السويدية أقرت بالفعل بأن التوقعات الاقتصادية التي استندت إليها في إعداد الميزانية لم تعد واقعية. فقد تراجعت التوقعات بشأن نمو الناتج المحلي الإجمالي، في ظل ارتفاع مرتقب في معدلات البطالة، وتراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين على السواء.
وفي ظل هذا الوضع، تتجه الحكومة إلى إنعاش الاقتصاد عبر زيادة خصم “روت” على تكاليف الترميم المنزلي، في محاولة لتحفيز القطاع العقاري المتراجع. لكن في حال تصاعد الركود مجدداً، فإن هذه الخطوة وحدها لن تكفي، ومن المرجح أن يتم الإعلان عن إجراءات دعم إضافية في الخريف.
أمن أوروبا.. على المحك
أما على الصعيد الأمني، فقد تركت تصريحات ترامب حول تقليص التزام الولايات المتحدة تجاه الحلفاء الأوروبيين صدى مدوياً في العواصم الأوروبية، ومنها ستوكهولم.
لذلك، أعلنت الحكومة السويدية نيتها اقتراض ما يصل إلى 300 مليار كرون لتوسيع قدراتها الدفاعية. هذه الأموال، التي لا تندرج ضمن ميزانية هذا الربيع، ستكون حاسمة في شكل الميزانيات المستقبلية وستتطلب مفاضلات سياسية ومالية دقيقة.
رؤية قاتمة تغلف الحسابات السويدية
إنها لحظة دقيقة في السياسة الاقتصادية السويدية. فالمشهد الراهن لا ترسمه فقط المؤشرات الداخلية، بل تحدده عوامل خارجية، أبرزها توجهات البيت الأبيض. وطالما أن ترامب يواصل إلقاء ظلال الشك حول استقرار الاقتصاد العالمي ومستقبل التحالفات الأمنية، فستبقى ميزانية السويد محاطة بالحذر.
لا يتعلق الأمر بمجرد أرقام أو منحنيات بيانية. بل هو اختبار حقيقي لقدرة السويد على التكيّف مع عالم يتغير بسرعة، ويُعاد تشكيله من جديد، في كثير من الأحيان، بقرارات فردية يتخذها زعيم على الجانب الآخر من الأطلسي.