SWED24: تشهد أقسام الطوارئ في المستشفيات السويدية ضغطاً هائلاً خلال الأسابيع الأخيرة بسبب الانتشار المتزايد للإنفلونزا، في وقت تحذر هيئة الصحة العامة السويدية من أن ذروة تفشي الفيروس لم تصل بعد، مع استمرار ارتفاع معدلات الإصابة.
وخلال الأسبوعين الماضيين، ارتفع معدل الإصابات بالإنفلونزا بشكل ملحوظ، ما أدى إلى زيادة عدد الحالات التي تستدعي العناية المركزة.
وصرّحت بذلك ماريا تارانغر، رئيسة قسم في مستشفى جامعة ساهلغرينسكا لصحيفة “يوتوبوري بوسطن”، قائلة: ” نمر بفترة صعبة للغاية. موجة الإنفلونزا هذا العام جاءت متأخرة عن المتوقع، لكنها شديدة. الضغط على سيارات الإسعاف وأقسام الطوارئ لا يزال مرتفعًا”.
وفي وقت سابق من الأسبوع، اضطر 29 مريضاً إلى قضاء الليل في ممرات الطوارئ في مستشفى ساهلغرينسكا بسبب نقص الأسرّة المتاحة، وفقاً للصحيفة نفسها.
قلق بين الأهالي وزيادة الإقبال على طوارئ الأطفال
في مستشفى جامعة لينشوبينغ، شهدت أقسام الطوارئ للأطفال زيادة كبيرة في أعداد المراجعين، حيث يعمد العديد من الآباء إلى طلب الرعاية الطبية لأطفالهم رغم أن حالاتهم يمكن علاجها في المنزل.
وأوضحت كارين فيستر، طبيبة أطفال في المستشفى: “يأتي الكثير من الآباء إلى الطوارئ لأنهم قلقون بشأن طول فترة المرض لدى أطفالهم، متسائلين: لماذا لا تنخفض الحرارة؟ هل هناك شيء خطير؟ ولكن كما هو الحال مع البالغين، يمكن أن تستمر الإصابة بالإنفلونزا لفترة طويلة لدى الأطفال”.
انتشار عدة فيروسات لكن الإنفلونزا هي المهيمنة
وفقاً للخبراء، تشهد السويد حالياً انتشار عدة فيروسات موسمية، من بينها فيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RS-virus) والإنفلونزا والتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، إلا أن الإنفلونزا هي الأكثر انتشاراً هذا الموسم.
تقول فيستر: “لم نشهد انتشاراً واضحاً للإنفلونزا بهذا الشكل منذ فترة. في العام الذي تلا جائحة كورونا، كان لدينا موسم RS-virus شديد للغاية، حيث امتلأت جميع عيادات الأطفال في السويد. يختلف الفيروس المهيمن كل عام”.
في مستشفى جامعة نورلاند في أوميو، لم يلاحظ ضغط غير اعتيادي على الطوارئ، لكن الغيابات بين الطواقم الطبية كانت مرتفعة بسبب المرض أو رعاية الأطفال المرضى.
تقول باولا يوهاغين، رئيسة قسم الطوارئ في المستشفى: ” شهدنا عدداً كبيراً من الموظفين الذين اضطروا للبقاء في المنزل بسبب المرض، بالإضافة إلى العديد من العاملين الذين أخذوا إجازات لرعاية أطفالهم المرضى. لكن لم يكن هناك ارتفاع استثنائي في أعداد المراجعين لقسم الطوارئ، حيث يبدو الوضع طبيعياً بالنسبة لموسم الإنفلونزا”.
مع تأكيد هيئة الصحة العامة السويدية أن ذروة انتشار الفيروس لم تصل بعد، تتزايد المخاوف من أن تظل المستشفيات تحت ضغط شديد في الأسابيع المقبلة، ما يستدعي تكثيف الجهود للتعامل مع تفشي الإنفلونزا والتخفيف من أثره على النظام الصحي.