نشرت صحيفة “إكسبرسن انقر هنا/ المصدر”، اليوم مقالاً مطولاً، بقلم Kassem Hamadé, Daniel Olsson عن “فضيحة” مدير مدرسة العلوم السويدية Vetenskapsskolan عبدالناصر النادي، الذي وفقاً للصحيفة قام بإفراغ خزائن المدرسة بأكثر من أربعة ملايين كرون قبل ان يفر من السويد.
وكانت الحكومة وجهاز الأمن السويديين، سيبو قد صنفا عبد الناصر بأنه يشكل خطراً أمنيّاً على السويد.
واعتمدت الصحيفة في قصتها على وثائق، تُظهر كيف ان عبد الناصر النادي كان يخطط لشراء فندق في المملكة العربية السعودية بأموال المدرسة المعتمدة على دافعي الضرائب.
إفلاس
وكانت امرأة تولت إدارة المدرسة بعد هروب عبد الناصر، لكن المحكمة حكمت عليها أيضاً بعد تعرضها للإفلاس بالسجن لمدة عشرة أشهر لتورطها في التلاعب بالأموال.
وتلقت مجموعة مدارس عبد الناصر من أموال دافعي الضرائب أكثر من 275 مليون كرون على مدى 10 سنوات.
مُطارد
وتطارد مصلحة استحصال الديون السويدية، kronofogden عبد الناصر عن ديون تزيد عن 4.5 مليون كرون قبل فراره الى مصر. وقد أُعلن، مؤخراً عن إفلاس الشركة المالكة السابقة التي تقف وراء إدارة مدرسة المعرفة Vetenskapsskolan المتوقفة حالياً بديون تزيد عن خمسة ملايين كرون للدولة.
وقالت الصحيفة: الآن يمكننا الكشف عن خطط فندق عبد الناصر النادي في المملكة العربية السعودية، وكيف كان سيحصل على مجمع فندقي كبير في مدينة خميس مشيط العسكرية السعودية بأموال مدرسة العلوم الممولة من الضرائب عبر حساب في مالطا.
وقال صاحب الفندق عبر الهاتف من المملكة العربية السعودية: “اتصل بنا عبد الناصر واراد شراء 50 بالمائة من أسهم الفندق”.
14.3 مليون كرون
ووفقاً لعقد اتفاق مكتوب حصلت الصحيفة على نسخة منه، فإن شراء نصف الأعمال الفندقية كانت ستكلف عبد الناصر مبلغ 5.2 مليون ريال سعودي، ما يعادل 14.3 مليون كرون سويدي، وفقاً لسعر الصرف اليوم.
وذكرت الصحيفة، ان الاتصالات بين عبد الناصر وصاحب الفندق، بدأت حتى قبل احتجاز عبد الناصر من قبل شرطة الأمن في ربيع عام 2019، مع خمسة إسلاميين أخرين وصفهم الأمن السويدي بأنهم يشكلون تهديداً لأمن السويد.
في الوقت نفسه، قام عبد الناصر وسيدة سعودية بفتح حساب استثماري في مالطا حيث تم من خلاله تحويل أكثر من أربعة ملايين كرون من أموال المدرسة، أي أموال الضرائب السويدية.
وقبل وقت قصير من اعتقال شرطة الأمن السويدية له، زار عبد الناصر المملكة العربية السعودية وكان جواز سفره المصري ما زال يحمل تأشيرة صالحة الى السعودية عندما تم احتجازه من قبل شرطة الأمن في شهر آيار/ مايو 2019.
وفي شهر أيلول/ سبتمبر من نفس العام، أي عام 2019 تم إطلاق سراح عبد الناصر، وبعد نحو شهر فر من السويد دون ان يترك أثراً.
“استسلم”
وعلق مستشار عبد الناصر في الشؤون المالية لارش إريك اولسون بعد اختفاء الناصر، قائلاً، انه ربما لم يستطع تحمل الامر بعد الآن.
وأضاف، قائلاً: “لقد استسلم”.
وفي وقت سابق من هذا العام، تمكنت صحيفة “اكسبرسن” من الكشف عن الموقع الجديد للنادي، وهو مدينة الزقازيق الواقعة شمال شرق مصر والتي يبلغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، هناك التقى به مراسل الصحيفة الصحفي المعروف قاسم حمادي خارج المسجد المحلي في شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
وعندما سأله مراسل الصحيفة حينها عن مطاردته من قبل مصلحة استحصال الديون، أجاب، قائلاً: “كل شيء سار حسب الخطة. كل شيء تم بواسطة الكتاب. الامن السويدي لم يذكر النقود عندما تم احتجازي. لم يتفوه بكلمة واحدة عن المال في ذلك الوقت”.
وفي اتصاله مع مصلحة الضرائب، ذكر النادي انه تعرض للغش من قبل المرأة التي شاركها الحساب في مالطا.
إيقاف الصفقة
وبحسب مصلحة الضرائب السويدية، قدم صاحب الفندق في السعودية تفسيراً لانسحاب عبد الناصر النادي من شراء حصة في المجمع الفندقي في اللحظة الأخيرة، حيث ذكر صاحب الفندق ان الصفقة لم تتم بسبب قيام الأمن السويدي باعتقال عبد الناصر النادي في السويد.
وفي صالة المحكمة 33 بيوتوبوري، دعا رئيس المحكمة الى جلسة الاستماع الأولى التي ووفقاً لما نشرته “اكسبرسن” من وثائق، عقدت في صباح 6 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وتم استدعاء الشركة القديمة المالكة لإدارة المدرسة من اجل إجراءات الإفلاس، لكن لم يظهر أي مالك أو أي شخص آخر مسؤول.
وبدلاً عن ذلك، قرأ ممثل مصلحة الضرائب السويدية Skatteverket الأسباب التي دعت الدولة الى تقديم طلب إفلاس الشركة، مشيراً الى ان الشركة عليها ديون مستحقة للدولة بقيمة 5.110.830 كرون سويدي.
ويتعلق هذا المبلغ في الغالب بالضرائب غير المدفوعة ورسوم صاحب العمل، بالإضافة الى ضرائب أخرى ورسوم وقوف السيارات الخاطئة ورسوم الدفع المتأخر.
سحب خفي للأموال عبر حساب مالطا
أرغمت المرأة التي انضمت الى مجلس إدارة مدرسة العلوم وتولت الإدارة بعد فرار عبد الناصر النادي على إعلان الإفلاس الشخصي، هذا الصيف وحُكم عليها في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بالسجن لمدة عشرة أشهر وحظر ممارسة أي عمل تجاري لمدة خمس سنوات، وذلك بسبب قيامها بانتهاكات محاسبية جسيمة.
ووفقاً للحكم الذي استأنفته المرأة، فقد قامت بالتستر على أكثر من أربعة ملايين كرون كان عبد الناصر النادي قد حولهم الى مالطا من خلال الادعاء بأن القيمة المالية بقيت في الشركة كأوراق مالية.
ورفضت المرأة التعليق على الحكم وتعاملها التجاري مع النادي، وقالت: “ليس لدي ما أعلق به لكم. لا علاقة لي به”.