اهتم التلفزيون السويدي بما خلص اليه باحثون امريكيون وبريطانيون من نتائج مثيرة للدهشة حول أهمية الكحول في أصل حضارة الإنسان وتأثيره في بناء الثقة بين الناس وزيادة الإبداع.
وقال الفيلسوف إدوارد سيلنغرلاند في كتاب جديد حمل عنوان “سكران”، ان الرغبة في الثمالة هي التي جعلت الناس يجتمعون ويقومون بالأشياء بطريقة مختلفة ومنظمة مثل الزراعة.
وقدم سيلنغرلاند في كتابه العديد من الأبحاث في مجالات عدة كدعم لأطروحته.
وذكر البروفيسور في كتابه ان الثمالة وعلى سبيل المثال تؤثر على الدماغ بالشكل الذي تجعل البالغين أكثر ابداعاً مثل الأطفال وتجعل الكذب امر صعب. كما ان الكحول يزيد من ثقة المرء بنفسه، وعلى المدى القصير يقلل من التوتر والقلق.
وأوضح ان هذه المزايا تشكل أمور حاسمة للناس لمنحهم الجرأة للوثوق بالغرباء وبناء حضارة.
لكنه أوضح ايضاً الى ان الجانب السلبي للكحول هو خطر الإصابة بالأمراض والإدمان.
تخمير الكحول منذ العصر الحجري
يقول البروفيسور المتقاعد في علم النفس التطويري بجامعة أوكسفورد روبن دنبار الى ان ما تشير اليه الآثار من ان البشر كانوا يصنعون الجعة منذ 10 آلاف سنة.
بحث دنبار على مدى عقود من الزمن حول كيفية بدء التاريخ البشري باستهلاكه الكحول.
يقول دنبار: “ربما بدأ بذر بذور الشعير والقمح لصناعة الجعة أولاً بدل من الخبز”.
يعتقد كل من دنبار وسلينغرلاند ان الكحول، بشكل عام، مفيد للتنمية البشرية على الرغم من جميع سلبياته. لكنه مع اختراع التقطير وإنتاج الكحول القوي، اختل التوازن.
يقول سلينغرلاند الأستاذ في جامعة كولومبيا البريطانية في كندا: إن جرعات الفودكا تزيد كمية الكحول بسرعة في الدم، على عكس الجعة والنبيذ. لذا أصبح الكحول أكثر خطورة الآن مما كان عليه تاريخياً بسبب التخمير الطبيعي.