SWED24: كشفت تحقيقات للتلفزيون السويدي SVT أن متطرفاً إسلامياً تمكن من العمل في مدارس ومراكز رعاية (HVB-hem) ومراكز التأهيل (SiS-hem) في السويد لمدة عشر سنوات، على الرغم من أن جهاز الأمن السويدي (Säpo) منعه سابقاً من أن يصبح حارس أمن.
وبالرغم من منعه أمنياً، حصل الرجل على رخصة تدريس من مصلحة المدارس السويدية (Skolverket)، واستمر في العمل كمدرس حتى تم اتهامه بثماني جرائم اغتصاب. عقب ذلك، قامت بلديتان سويديتين بدفع تعويضات مالية له بلغت نحو مليون كرونة سويدية لإنهاء خدمته، وفقًا لتقرير أعدته SVT.
اتهامات بالاعتداء الجنسي في مركز رعاية
في شباط/ فبراير 2023، ألقت الشرطة القبض على الرجل، الذي كان يعمل مدرسًا في مدرسة إعدادية، بعد الاشتباه في ارتكابه عدة اعتداءات جنسية واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا في أحد مراكز رعاية الشباب (HVB-hem) في أوربرو، حيث كان يعمل مدرساً خاصاً لمساعدة الطلاب في أداء الواجبات المدرسية.
بعد الاشتباه الأولي، تم إيقافه فوراً عن العمل، بينما كان لا يزال يعمل كمدرس في إحدى مدارس بلدية هالسبيرغ، حيث تم تعليقه عن العمل أثناء التحقيقات.
في البداية، برأته المحكمة الابتدائية، لكن النيابة العامة استأنفت الحكم. نتيجة لذلك، دفعت بلدية هالسبيرغ له تعويضًا ماليًا يعادل 12 شهراً من الرواتب (500 ألف كرونة سويدية) لإنهاء عقده في خريف 2023.
لماذا لم يتحرك جهاز الأمن السويدي (سابو)؟
في عام 2018، حاول الرجل الحصول على وظيفة كحارس أمن، لكنه تلقى رفضًا من قبل مجلس المحافظة بعد حصولهم على معلومات من جهاز الأمن السويدي (Säpo). في القرار، تم الإشارة إلى أن الرفض مرتبط بـ أمن الدولة.
قامت قناة SVT بالتواصل مع جهاز الأمن السويدي (Säpo) للاستفسار عن سبب تدخلهم في ذلك الوقت، ولكن عدم تدخلهم لاحقًا عندما حصل الرجل على وظائف في مراكز SiS، المدارس، ومراكز HVB؟
رفض جهاز الأمن السويدي إجراء مقابلة، لكنه أوضح في بريد إلكتروني أنه يتصرف وفقًا لقانون الحماية الأمنية، ويقوم بفحص التوظيفات المصنفة ضمن الفئات الأمنية.
وكتب يوهان ويكستروم، المتحدث باسم جهاز الأمن السويدي، في البريد الإلكتروني: “عند التوظيف في وظيفة غير مصنفة ضمن الفئات الأمنية، لا يتم، مع بعض الاستثناءات، إجراء أي فحص للسجلات.”
معلومات
مراكز HVB-hem في السويد هي اختصار لعبارة “Hem för vård eller boende”، والتي تعني “دار للرعاية أو السكن”. وهي منشآت مخصصة لرعاية وإيواء الأطفال، المراهقين، أو البالغين الذين يحتاجون إلى دعم خاص بسبب ظروف مختلفة، مثل:
🔹 الأطفال والمراهقون الذين لا يستطيعون العيش مع أسرهم بسبب مشكلات اجتماعية أو عائلية.
🔹 الشباب الذين يعانون من مشكلات سلوكية أو إدمان ويحتاجون إلى بيئة علاجية وداعمة.
🔹 الأفراد الذين يواجهون صعوبات نفسية أو اجتماعية ولا يمكنهم العيش بشكل مستقل.
ما هي مراكز SiS-hem في السويد؟
مراكز SiS-hem هي منشآت مغلقة لرعاية الشباب والأشخاص الذين يحتاجون إلى دعم قسري، ويتم تشغيلها من قبل “سلطة رعاية المؤسسات الخاصة” (Statens institutionsstyrelse – SiS)، وهي هيئة حكومية سويدية مسؤولة عن رعاية الشباب الذين يحتاجون إلى بيئة محكمة أو علاج متخصص بأمر من السلطات الاجتماعية أو القضائية.
من يُرسل إلى مراكز SiS؟
الشباب بين 12 و21 عامًا الذين يعانون من مشاكل سلوكية خطيرة، مثل الإدمان، العنف، أو السلوك الإجرامي.
الأشخاص الذين يحتاجون إلى رعاية قسرية بسبب المخاطر على أنفسهم أو المجتمع، وفقًا لقانون رعاية الشباب القسرية (LVU).
البالغون الذين يعانون من إدمان خطير، ويتم احتجازهم بموجب قانون رعاية المدمنين القسرية (LVM).
الفرق بين مراكز SiS و HVB؟
HVB-hem مخصصة للرعاية الطوعية للأفراد الذين يحتاجون إلى دعم، وهي أقل تقييدًا.
SiS-hem مخصصة للرعاية القسرية للشباب الذين يعانون من مشكلات خطيرة، وهي مغلقة وتحت حراسة مشددة، مما يعني أن المقيمين لا يمكنهم المغادرة بحرية.
كيف تعمل مراكز SiS؟
يتم تشغيل هذه المراكز من قبل الحكومة السويدية، ويخضع الشباب فيها لبرامج تأهيل نفسي وسلوكي تشمل العلاج، التعليم، والتدريب المهني.
تكون هذه المراكز مؤمنة بالكامل، وبعضها مزود بأبواب محكمة الإغلاق وحراسة مشددة لمنع الهروب أو السلوك العنيف.
يُجبر الشباب داخل هذه المراكز على الذهاب إلى المدرسة أو المشاركة في برامج علاجية تهدف إلى إعادة تأهيلهم للمجتمع.
انتقادات لمراكز SiS
في السنوات الأخيرة، تعرضت مراكز SiS لانتقادات واسعة بسبب مزاعم سوء المعاملة، العنف ضد المقيمين، والإجراءات العقابية القاسية. وقد تم الكشف عن حالات إهمال واعتداءات أدت إلى مطالبات بإصلاح النظام وتعزيز الرقابة على هذه المؤسسات.
لماذا تعتبر مراكز SiS ضرورية؟
رغم الجدل الدائر حولها، تبقى هذه المراكز ضرورية لضمان حماية الشباب المعرضين للخطر ولتقديم بيئة آمنة للأفراد الذين يحتاجون إلى رعاية متخصصة بعيدًا عن بيئات قد تؤدي إلى تفاقم سلوكياتهم الخطيرة.
بالتالي، فإن مراكز SiS تُعتبر الملجأ الأخير للشباب الذين يحتاجون إلى رعاية قسرية وتأهيل مكثف، في حين تبقى الحاجة إلى تحسين ظروفها ومراقبتها بشكل صارم مسألة نقاش مستمر في السويد.