SWED24: وصل الأفغاني جواد أحمدي، الذي كان موظفاً محلياً لدى القوات المسلحة السويدية، إلى السويد برفقة زوجته وأطفاله الخمسة، بعد أن تُرك خلف الركب أثناء عمليات الإجلاء من أفغانستان عام 2021. جاء ذلك بفضل حملة تبرعات خاصة تولّى تنظيمها جندي سويدي سابق خدم هناك.
يقول بيورن بلانك، أحد قدامى المحاربين السويديين في أفغانستان: “ما حدث يُظهر للحكومة أن مساعدة من عملوا لصالح السويد ليست أمراً مستحيلاً”.
بعد سيطرة طالبان على الحكم، أُجلي عدد من الموظفين المحليين الذين عملوا مع القوات السويدية في شمال أفغانستان، لكن جواد وعائلته تُركوا خلفاً تحت حكم طالبان. ولأكثر من عامين، اضطر جواد لإخفاء ماضيه في العمل مع السويديين خوفاً من الانتقام.
يقول جواد: “كنت أخشى أن يكتشف أحد أنني عملت مع السويديين. لم أجرؤ حتى على النطق بذلك”.
غياب القرار الحكومي
جواد، الذي عمل كعامل نظافة في القاعدة السويدية “كامب نورثرن لايت” في مزار شريف لمدة خمس سنوات، هو واحد من ثلاث عائلات تم “ترشيحها” من قبل مصلحة الهجرة السويدية، مما يتيح دراسة حالتهم إذا تمكنوا من الوصول إلى بلد ثالث. لكن الوصول إلى هناك لم يكن ممكناً دون مساعدة خارجية.
بيورن بلانك لم يستطع أن يدير ظهره لزملائه السابقين، فبدأ حملة تبرعات تمكنت من تأمين خروج آمن للعائلة إلى باكستان، وهناك تواصلوا مع السلطات السويدية. وفي يوم الثلاثاء، هبطوا أخيراً على الأراضي السويدية.
يقول بلانك: “دول أخرى أجلت الآلاف. السويد لا يزال أمامها حوالي مائة شخص فقط. هذا يثبت أن الأمر ممكن، كل ما ينقص هو قرار حكومي”.
بداية جديدة
بالنسبة لنرجس، ابنة جواد البالغة من العمر 17 عاماً، تمثل هذه الرحلة بداية جديدة. فقد منعتها طالبان من مواصلة تعليمها وأجبرتها على التخلي عن حلمها بأن تصبح مهندسة.
لكن اليوم تقول بابتسامة وأمل: “مستقبلنا في السويد سيكون مشرقاً. أخيراً، يمكننا تحقيق أحلامنا بالعمل الجاد”.
أما والدها جواد، فيختم حديثه بامتنان: “نحن سعداء ومرتاحين للغاية. نشكر السويد على استقبالنا، ونأمل أن يتمكن آخرون في وضعنا من الوصول إلى بر الأمان”.