SWED 24: بعد سنوات من النضال للحصول على الدعم اللازم لأطفالها ذوي الإعاقة، اضطرت مالين أخيرًا إلى نقلهم إلى مدرسة جديدة.
كان ذلك الخيار الصعب بعد أن اكتشفت أن النظام التعليمي يترك الأطفال الذين يعانون من احتياجات خاصة في منطقة ضبابية، ما يعكس أزمة يعاني منها العديد من الآباء في نفس الموقف.
مالين، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، كافحت منذ فترة طويلة لضمان أن يتلقى طفلاها، المصابين بالتوحد، الدعم المناسب في مدرستهما. ومع ذلك، كان طريقها لتحقيق هذا الهدف مليء بالتحديات.
في البداية، كان المعلمون لا يعيرون اهتمامًا لاحتياجات ابنتها، حيث اعتبروا أنها طالبة موهوبة جدًا وأهملوا احتياجاتها الخاصة. أما ابنها، فقد كانت معاناته أكثر وضوحًا منذ البداية. ومع تزايد عدد الطلاب في الفصول، كان يجد نفسه مهملاً وغير قادر على التكيف مع البيئة المدرسية.
تقول مالين: “كان دائمًا يرفض الذهاب إلى المدرسة. كان يشعر بألم في معدته، أو كان يشتكي من الملابس أو يختلق أعذارًا مثل حاجته المفاجئة إلى الذهاب إلى الحمام. كانت هناك إشارات واضحة على أنه لا يشعر بالراحة.”
ورغم محاولات مالين شرح احتياجات ابنها، لم يكن هناك دعم حقيقي من المدرسة.
تقول مالين: “في حصص الرياضة، كان المعلمون يطلبون منه أن يغير ملابسه بسرعة لأنه دائمًا ما كان يتأخر. وقد شرحنا لهم أنه يحتاج للمساعدة، مثل ترتيب ملابسه. لكن المدرسة كانت تظن أن ذلك مسؤوليتنا نحن.”
الانتقال إلى مدرسة أخرى: “الفرق كان مذهلاً”
بعد عام ونصف من الصراعات المستمرة مع إدارة المدرسة، حيث فشلت جميع محاولات التواصل، قررت مالين تقديم شكوى إلى مدير المدرسة وإلى هيئة التفتيش التربوي. ومع ذلك، تدهورت العلاقة مع المدرسة، وأصبح الحل الوحيد هو نقل أطفالها إلى مدرسة أخرى.
“الفرق كان شاسعًا. انتقلنا إلى مدرسة تقع في الجهة المقابلة من الشارع، ولكن أسلوب العمل هناك كان مختلفًا تمامًا. كان الأمر كما لو كنا في عالم آخر”، تقول مالين.
تجربة مالين ليست فريدة من نوعها
وتُظهر تقارير منظمة ” Funktionsrätt Stockholms stad” أن العديد من الآباء الذين لديهم أطفال ذوي إعاقة يواجهون نفس الصعوبات في الحصول على الدعم المطلوب. نصف الآباء الذين شملهم الاستطلاع تم توجيههم إلى تغيير المدارس لأطفالهم.
وتشير كيرستين كريبس، نائب رئيس المنظمة، إلى أن السبب الرئيسي لهذه الصعوبات يكمن في نقص المعرفة لدى المعلمين.
“في بعض الأحيان، الأمور تسير على ما يرام، لكن هذا يعتمد غالبًا على المعلم الذي يهتم. إذا غادر المعلم، ينهار كل الدعم. وهذا ليس أمرًا مقبولًا”، تضيف كيرستين.
تفاوت في الدعم
ويُتاح للأطفال ذوي الإعاقة الخيار في اختيار المدارس كما هو الحال مع باقي الأطفال. ومع ذلك، يختلف تنفيذ هذا النظام بين المدارس المختلفة، حيث تعتمد المدارس على المديرين في تطبيق السياسات الخاصة بالدعم المتساوي.
تقول مالين: “لم أتمكن من التحدث عن هذا لفترة طويلة بسبب شعوري بالضيق. لكن من المهم أن نبني ثقافة فهم قوية داخل المدارس. يجب على المدارس أن تقدم بيئة مستقرة وتدعم جميع الأطفال، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة.”