كتاب سويديون: من حق المسلمين أن يحضوا بدعمنا ضد ما يتعرضون له من إهانة مقدساتهم
مثقفون ورجال دين سويديون: علينا التضامن مع المسلمين السويديين الذين يتعرضون للإهانة
قال عدد من الكتاب السويديين، في مقال رأي مشترك نشروه في صحيفة “داغنز نهيتر”، ( المصدر/ انقر هنا)، اليوم الأربعاء، ان من “حق السويديين المسلمين ان يحضوا بدعمنا ضد ما يتعرضون له من إهانة لمقدساتهم”. وفق المقال.
وأضاف المقال ” لا نريد أي قوانين استهزاء بما هو مقدس. لكن وبغض النظر عن القانون، يحق للسويديين المسلمين المتدينين الشعور بالدعم عندما يتم الإساءة إليهم والى دينهم”.
وشدد المقال على ضرورة ان يتمتع المرء بحريته أينما كان، وان ذلك أمر يشمل جميع الأديان، مشيراً: “”لا ينبغي لأحد أن يبكي من الغضب والخوف في صلاة الجمعة أو الأحد او السبت”.
وشارك في كتابة المقال عدد من الكتاب والمثقفين ورجال الدين والصحفيين ( اسماء الموقعين على المقال في الأسفل).
المقال كما نشرته الصحيفة:
نريد استخدام حريتنا في التعبير لنقول ما نفكر به بخصوص حرق المصحف، الذي احتل عناوين الصحف وأدى الى اعمال شغب في جميع انحاء العالم.
إن حرق المصحف هو مظهر عدواني يُراد منه قدر الإمكان خلق تناقضات قوية في المجتمع من أجل زرع الانقسام داخل السويد.
الهدف هو إثارة السويديين ضد السويديين، والقيام بذلك عن طريق إيذاء وطرد المسلمين المؤمنين من المجتمع السويدي.
يجب إدانة هذا الطموح السياسي دون تردد. لأن الغرض هو إيذاء الناس في مجتمعنا، وبالتالي السويد كدولة.
“لا نريد قانوناً يسمح بالتجديف”
في أعقاب حرق المصحف، ظهر نقاش متجدد حول حرية التعبير وحرية الدين. لا يريد أي منا من الذين كتبوا هذا المقال، قانوناً جديداً يسمح بإهانة المقدسات في السويد، اخر قانون مثل هذا تم الغاءه في عام 1970.
ان انفتاح الدولة السويدية الموحدة في القرن التاسع عشر على بقية الأديان جاء نتيجة الالتزام الديني للكثيرين. ساهم في ذلك صعود الكنيسة السويدية الحرة بقوة في الحركة الشعبية السويدية وفي الديمقراطية الحديثة التي تبلورت فيما بعد.
التعددية هي السمة الرئيسية للديمقراطية، والابتعاد عنها يعني التراجع الى الماضي. لذا لا مزيد من قوانين التجديف. لدينا بالفعل قانون بشأن “التحريض ضد مجموعة عرقية”، تمت اضافته عام 1949 كنتيجة للمحرقة النازية. وفي أحدث اشكاله، ينص القانون بوضوح اعتباره “عدم احترام جماعة قومية او مجموعة أخرى من الأشخاص فيما يتعلق بالعرق او اللون او الأصل القومي او الاثني او العقيدة او التوجه الجنسي” جريمة.
الغرض من القانون هو التنديد بمحاولات طرد مجموعات كاملة من المجتمع السويدي. ونلاحظ أن عمليات حرق المصحف العدوانية الأخيرة كانت على حدود ما يسمح به القانون.
ازدراء الدين
بغض النظر عن الاستنتاجات القانونية التي تتوصل اليها المحاكم السويدية في هذا الشأن، فإن السويديين المسلمين المتدينين لهم الحق في الشعور بدعمنا عندما يتم الاستهزاء بعقيدتهم ويتم تجاهلهم كمجموعة. هناك الكثير منا، وبدرجات متفاوتة، عرفوا ازدراء الدين واعتبروه غريباً خلال السنوات التي كان الطلب فيها منخفضاً على التدين النشط. نعلم كيف يشعر المرء بذلك. حينها تتجلى الجوانب الضعيفة للطبيعة البشرية.
عندما نرى هذا يحدث لشخص ما، فمن واجبنا الأخلاقي ان نرفع أصواتنا: نرفض أولئك الذين يستقطبون ويهينون.
“نريد الحرية حيث نحن أنفسنا”
الدين ليس بشخص، ولكن يجب ان يصمد أمام النقد. لكن ان يتم الإساءة الى رفاقنا بالإنسانية من المؤمنين والاستهزاء بهم، فذلك شيء اخر. قد لا يكون الحظر ممكناً، ولكن عندما يحدث، فإن الأمر متروك لبقية المجتمع للتحدث فيه. لآن آليات خطاب الكراهية هي التي بدأت، ولا يمكن لأي قوانين في العالم ان تحمينا من عواقبه ما لم يُظهر عدد كاف من الناس اشمئزازهم من هذا النوع من نبذ المواطنين.
حان الوقت لعمل ذلك. كلنا نعرف أين تنتهي تلك اللعنات، السخرية، ازدراء الاخرين، التعميمات. نعلم جميعاً الغرض الذي يخدمه ذلك.
يجب على أي شخص يريد الدفاع عن سويد مختلفة، البلد التعددي المنفتح الذي كان نتيجة لما حصل في القرنين الثامن والتاسع عشر، ان يتحدث الآن وهنا.
يجب ان نُظهر تضامننا مع السويديين الذين تريد الجماعات السياسية المتطرفة إهانتهم وطردهم من المجتمع. لا ينبغي لأحد ان يبكي من الغضب والخوف في صلاة الجمعة. الأمر نفسه يجب ان لا يحصل في قداس الأحد او صلاة السبت.
“نريد الحرية حيث نحن أنفسنا”، كما جاء في ترنيمة أندرش فروستنسون. نتمنى هذه الحرية لجميع السويديين، بغض النظر عن نظرتنا الى الحياة او الدين الذي ننتمي اليه.
الموقعون على المقال:
Anita Goldman كاتبة
Göran Greider كاتب ورئيس تحرير “Dala-Demokraten”
Joel Halldorf مؤلف واستاذ محاضر في تاريخ الكنيسة
Erik Helmerson مؤلف وكاتب صحفي في صحيفة DN
Erik Jersenius محرر في الشؤون الثقافية
Helle Klein مدير مؤسسة Sigtunastiftelsen
Ola Larsmo كاتبة
John Sjögren مؤلف وكاتب في الشؤون الثقافية
Per Svensson كاتب وصحفي
Kent Wisti كاهن وفنان تشكيلي وكاتب