SWED24: مع اقتراب عيد الفصح، قد يجد المستهلكون في السويد صعوبة في العثور على لحم خروف محلي على رفوف المتاجر، إذ أن نحو 75% من لحم الخروف المتوفر في السوق السويدي مستورد، في حين يواجه المربّون المحليون تحديات اقتصادية وأمنية تهدد استمرارية الإنتاج.
رغم أن الطلب على لحم الخروف يزداد سنوياً، خصوصاً خلال موسم الأعياد، إلا أن ضعف العائد المادي وارتفاع تكاليف الإنتاج يثني العديد من المزارعين عن الاستثمار في هذا القطاع.
تقول إيزابيل مورتي، المديرة التنفيذية لمنظمة “Svenskt Kött”: “هناك رغبة حقيقية في السوق، لكن لا يمكن للمزارعين الاستمرار إن لم يكن العمل مربحاً”.
تهديدات متعددة: من الذئاب إلى الجفاف
المزارع سيمون نيلسون من ضواحي هيلسينغبوري يربي الخراف منذ ثماني سنوات، ويعتبر مهنته جزءاً من حلمه المستقبلي، لكنه لا يزال يعمل في مجالات أخرى مثل البناء والصيانة الزراعية كي يؤمن دخله.
يقول نيلسون: “الطلب جيد، والعمل ممتع، لكن هناك الكثير من التحديات. الذئاب، مرض اللسان الأزرق، وغلاء الأعلاف تجعلنا نعيش تحت ضغط مستمر”.
تُضاف إلى هذه العوامل قضايا هيكلية مثل موجة التقاعد بين المزارعين القدامى وقلة عدد المهتمين بمواصلة هذا النوع من الإنتاج الحيواني.
أرخص ثمناً في أوروبا
في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الذبح قليلاً هذا العام، ما زال مربّو الخراف في السويد يتقاضون أدنى أسعار بيع على مستوى القارة الأوروبية، بحسب بيانات من منظمة “LRF” ومربي الخراف في منطقة سكونه.
توضح مورتي، قائلة: “الأسواق العالمية تُغرقنا بلحوم من أستراليا ونيوزيلندا وإيرلندا بأسعار منافسة، وهذا يجعل من الصعب الصمود إذا لم يكن هناك دعم سياسي وتحفيز من المستهلكين لشراء المنتج المحلي”.
ماذا يمكن فعله؟
تحذر منظمة “Svenskt Kött” من أن استمرار تجاهل هذا الملف سيؤدي إلى تدهور الإنتاج المحلي، وتدعو المستهلكين إلى اختيار اللحوم السويدية رغم فرق السعر.
تؤكد مورتي: “إن لم نكن مستعدين لدفع ثمن الجودة والأصل المحلي، فسوف نخسر ما تبقى من إنتاج محلي”.
وبينما تستمر التحديات، لا يزال الأمل موجوداً بين المزارعين المتفائلين بمستقبل هذه المهنة. ولكن هذا المستقبل يعتمد على دعم من السياسات العامة وتغيير في سلوك الشراء لدى المستهلكين.