SWED 24: كشفت تحقيقات أجراها قسم الأخبار في التلفزيون السويدي بستوكهولم SVT Nyheter Stockholm عن تكرار استخدام “متلازمة مونشهاوزن” وهي اضطراب نفسي، كسبب رئيسي في قرارات الحضانة القسرية للأطفال في السويد، رغم غياب أدلة كافية في العديد من الحالات.
و “متلازمة مونشهاوزن” هي اضطراب نفسي نادر ينتمي إلى فئة اضطرابات التمارض المفتعل، حيث يقوم الشخص بتزييف الأعراض المرضية أو التسبب بها عمدًا للحصول على اهتمام الآخرين أو الرعاية الطبية. في هذه المتلازمة، يسعى المصاب إلى لعب دور المريض، دون وجود حاجة حقيقية للعلاج.
وأظهرت المراجعات أن المحاكم ألغت ثمانية من أصل 43 قرارًا قسريًا بموجب قانون رعاية الشباب (LVU) بسبب أخطاء ارتكبتها السلطات الاجتماعية.
ومع ذلك، تفتقر السلطات السويدية إلى إرشادات واضحة للتعامل مع هذه الحالات، مما يزيد من احتمالية سوء التقدير.
قرارات خاطئة
واستعرضت التحقيقات 43 حالة تضمنت ادعاءات بـ”مونشهاوزن” كسبب للحضانة القسرية. في بعض القضايا، فشلت السلطات في إثبات وجود المتلازمة، ومع ذلك قررت أن الوالدين غير مؤهلين لرعاية أطفالهم. في ثمانية من هذه القضايا، رفضت محكمة الاستئناف الإدارية موقف السلطات، مشيرة إلى نقص الأدلة لتبرير القرارات.
وأعرب غوران هوغبرغ، أخصائي الطب النفسي للأطفال وخبير في قضايا “مونشهاوزن بالوكالة”، عن قلقه من تفسير القلق المفرط لدى الآباء كإساءة للأطفال.
وقال: “اتخاذ قرارات حضانة بناءً على قلق غير مبرر هو أمر يفتقر إلى العدالة.”
ولم تُدن المحاكم أي والدين في القضايا التي تم مراجعتها، على الرغم من التحقيقات والمحاكمات. ففي إحدى القضايا، أُوقف تحقيق مع زوجين بتهمة الاعتداء الجسيم دون أدلة كافية، بينما برأت محكمة أمًّا في قضية أخرى. وفي قضية ثالثة، لا تزال المحاكمة جارية وقت النشر.
إدانات نادرة ومحدودة
وتشير التحقيقات إلى أن حالات الإدانة بناءً على “مونشهاوزن” نادرة جدًا. من بين خمس قضايا مماثلة في العقود الأخيرة، انتهت واحدة فقط بإدانة في أبريل 2024، لكن المحكمة لم تعتبر أن تشخيص المتلازمة كان مرتبطًا بشكل مباشر بالجريمة المزعومة.
تسلط هذه القضايا الضوء على الحاجة الملحة لتوفير إرشادات واضحة للتعامل مع التشخيصات المثيرة للجدل، واتخاذ قرارات أكثر دقة وعدالة في قضايا الحضانة القسرية. غياب الأدلة الواضحة يمكن أن يؤدي إلى انتهاك حقوق العائلات وزعزعة استقرار الأطفال، مما يستدعي إصلاحات هيكلية لضمان عدالة أكبر.