استدعت وزارة الخارجية التركية، اليوم الأربعاء، سفير السويد في أنقرة بسبب برنامج بثه التلفزيون الحكومي عرض محتوى وصفته بأنه مسيء لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان. وفق ما نقلته “العربية نت” وكالة الأناضول.
وذكر تلفزيون تي.آر.تي التركي عبر حسابه على تويتر أن الخارجية التركية أكدت للسفير السويدي أنه “لا يمكن قبول التعبيرات والمشاهد القبيحة (على التلفزيون) الموجهة ضد الرئيس أردوغان وتركيا”.
وكانت الخارجية التركية استدعت سفير ألمانيا في أنقرة أواخر الشهر الماضي للاحتجاج على تصريحات أدلى بها سياسي ألماني كبير، وصف فيها أردوغان بأنه “فأر المجاري”.
تنديد بأشد العبارات
وقال تانغو بيلغيتش، المتحدث باسم الخارجية التركية في ذلك الحين “نندد بأشد العبارات بالتصريحات المهينة التي أدلى بها فولفجانغ كوبيكي نائب رئيس البرلمان الاتحادي الألماني بشأن رئيسنا (أردوغان) في كلمة ألقاها خلال الحملة الانتخابية بولاية ساكسونيا السفلى”.
وأضاف بيلغيتش أن “التصريحات غير المقبولة” غير مناسبة لمنصبه كنائب لرئيس البوندستاغ وتفتقر إلى الأخلاق السياسية والمسؤولية. كما تم نقل الاحتجاج “القوي” للحكومة التركية إلى السفير الألماني.
تأتي هذه التوترات بعدما عاد الرئيس التركي ليكرر تهديده بأن تركيا لن تصدق على طلب عضوية السويد وفنلندا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) “حتى يتم الوفاء بالوعود” التي قطعتها الدولتان.
“الوفاء بالوعد أولا”
وقال أمام البرلمان التركي “طالما لم يتم الوفاء بالوعود التي قُطعت لبلدنا، فسوف نبقى على موقفنا المبدئي”، علمًا أنه يهدد منذ أيار/مايو بعرقلة انضمام الدولتين إلى الناتو.
وكان مسؤولون من تركيا وفنلندا والسويد، اتفقوا في أغسطس الماضي، على مواصلة المحادثات خلال الأشهر المقبلة لبحث مخاوف أمنية أثارتها أنقرة كشرط مسبق للسماح لدولتي الشمال الأوروبي بالانضمام إلى “الناتو”.
تأتي هذه الخطوة في وقت يُتوقع فيه أن يزور وفد سويدي أنقرة لمناقشة تفاصيل تسليم أشخاص تعتبرهم تركيا إرهابيين، وهو ما تقول أنقرة إنه شرطها للموافقة على مساعي السويد وفنلندا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وقللت رئيسة الوزراء السويدية المنتهية ولايتها ماغدالينا أندرشون من أهمية العرض التليفزيوني الساخر الذي اعترضت عليه أنقرة، وقالت إنها لا تعتقد أن ذلك سيؤثر سلبا على فرص السويد في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وأضافت في مؤتمر صحفي “أظن أن ما يهم تركيا، بالطبع، هو أن نلتزم بالاتفاقية التي عقدناها”.
وسخر العرض التليفزيوني الأسبوعي الهزلي “سويديش نيوز”، الذي يسخر بشكل روتيني من السياسيين السويديين والدوليين، من أردوغان على خلفية مزاعم عن انتهاكات حقوق الإنسان وأنهى الفقرة بالهتاف “فلتحيا الديمقراطية”!
وتعرض البرنامج الهزلي لانتقادات من السلطات الأجنبية فيما مضى، إذ طالبت السفارة الصينية في ستوكهولم بتقديم اعتذار عام 2018 عما أكدت أنه تجسيد عنصري للمواطنين الصينيين.
والتليفزيون الحكومي السويدي ممول من الضرائب المحصلة، ولكنه يتمتع باستقلالية في أعماله اليومية.