مقال رأي: يعرض التلفزيون السويدي SVT مسلسل يتناول في إطار كوميدي نقدي هادف، فرق الثقافات واختلاف العادات والتقاليد والقيم الاجتماعية بين المهاجرين والسويديين، ويُسلط الضوء أيضاً على طبيعة السويديين كأشخاص حتى فيما بينهم، خاصة الأشخاص من الطبقة الغنية الذين يسكنون في مناطق معينة في ستوكهولم مثل اوسترمالم وداندريد.
المسلسل عنوانه Flykten till Östermalm ويعني بالعربية الانتقال الى اوسترمالم، وستعرض الحلقة الثامنة منه يوم الجمعة القادم.
يدور المسلسل حول عائلة كينيدي مرسى، Mursa التي كانت تسكن في روزنغورد، وهي ضاحية في مالمو تسكنها غالبية مهاجرة، لكن العائلة ترث مئات ملايين الكرونات وتقرر مغادرة مالمو والسكن في منطقة اوسترمالم في العاصمة ستوكهولم، وهي واحدة من أغنى مناطق السويد وتسكنها غالبية سويدية.
عائلة Mursa
تتكون عائلة مرسى من الزوج وزوجته، لهما ابن وابنة بعمر الشباب، كما تعيش معهم جدتهم المسنة (والدة الأب)، التي تضفي على المسلسل نكهة فكاهية خاصة بتعليقاتها باللغة الكردية.
مرسى الأب، رجل منفتح يحاول تقليد السويديين والاندماج معهم، غني يجيد الحديث بالسويدية ويحاول جاهداً تعلم ما ينقصه للتأقلم مع المجتمع السويدي.
إيبه الأبن، شاب في العشرينيات من العمر، ترعرع في ضاحية روزنغورد التي تسكنها غالبية من الأجانب، لهم طباعهم الخاصة وثقافتهم التي تختلف الى حد كبير عن ثقافة المجتمع السويدي، حتى اللغة السويدية التي يتحدثون بها، لهم فيها لكنة خاصة وغالباً ما تكون مختلطة بكلمات أجنبية من لغات مختلفة، وهذا ما يبرزه إيبه في حديثه مع عائلته ومحيطه الاجتماعي الجديد في اوسترمالم.
الزوجة، شخصية منطقية والعقل المدبر في البيت والمسؤولة عن تنظيم حسابات وأموال العائلة.
الفتاة مليسا، وهي الأكثر ميلاً للمجتمع السويدي في عاداته وتقاليده وتحاول مساعدة عائلتها في ذلك، لكن بطريقتها الخاصة التي لا تخلو من تأفف وضجر من وضع عائلتها وما آلت اليه.
الجدة، والدة الأب، تتحدث كلمات قليلة باللغة السويدية، لكنها تواصل ما تريد الحديث به بالكردية، الامر الذي يسعف الموقف من تعليقاتها اللاذعة.
اختلافات
الجميل في المسلسل انه لا يركز فقط على الأجانب، كونهم الجهة الملامة دائماً على عدم الاندماج او التكاسل في الحصول على العمل او تعلم اللغة السويدية او أمور اخرى، بل ينتقد ايضاً طبيعة العلاقات الصعبة والمعقدة بعض الشيء التي تربط السويديين بعضهم بالأخر كسويديين حتى بدون وجود الأجانب.
فجيران عائلة مرسى هم سويديون، يحاول اثنان منهما وهما في مجلس إدارة المنطقة استغلال عائلة مرسي والاحتيال عليها من اجل تغطية ما يقومون به من سرقات مالية من سكان العمارة بعد انتحار رئيس مجلس إدارة العمارة، لكن زوجة مرسي تكون لهم بالمرصاد.
كما يسلط المسلسل الضوء على اهتمام سكان المنطقة من السويديين بالموضة وشراء الملابس الغالية جداً، ويتحدثون بميوعة واعوجاج الشفتين، وكيف انهم لا يعرفون روح النكتة ويأخذون كل شيء على محمل الجد، كأنهم روبوتات مُكوكة على فعل ذلك.
يحاول البنك أيضا الاستفادة من ملايين عائلة مرسى، لكن الزوجة تفاجأ موظفة البنك بدهائها في إدارة حسابات وأموال العائلة، وتخرج منتصرة من الموعد الذي كان مقرراً بينهم، والتي كانت الموظفة تخطط من خلالها ان تقوم عائلة مرسي بوضع أموالها في البنك.
يتضمن المسلسل الكثير من المواقف الكوميدية التي تجعل المشاهد منشداً اليه. لكن وفي نفس الوقت يقربنا المسلسل بشكل أكبر من حقيقة ان صراع الثقافات هو من يحدد اندماج المجتمعات مع بعضها، وان الاندماج معادلة من طرفين، لن تتحقق إذ ما تكاسل طرف واحد منهما عن العمل او أحس بأنه أكبر من ان يقترب من الآخر.