SWED24: كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوميو أن أدوية فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) لا تؤتي ثمارها مع ثلث الأطفال والمراهقين الذين يتلقون العلاج، كما أنه لا يمكن التنبؤ مسبقاً بمن سيستفيد من هذه الأدوية ومن لن يستفيد.
تقول ماريا ليلجا، الباحثة وطبيبة الأطفال في قسم العلوم السريرية بجامعة أوميو: “استناداً إلى المعايير المتاحة لدينا اليوم، لا يمكننا تحديد الأشخاص الذين ستنجح معهم أدوية ADHD”.
شملت الدراسة 638 طفلاً ومراهقاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاماً، جميعهم مسجلون في عيادات الطب النفسي للأطفال والمراهقين (BUP) في مناطق فيستربوتن، ستوكهولم وغوتلاند.
وأكدت النتائج أن العقاقير المنشطة المشابهة للأمفيتامين، والتي تُستخدم لعلاج اضطراب ADHD، لا تعمل مع جميع المرضى، وهو ما يتماشى مع الأبحاث السابقة.
عوامل غير مؤثرة على فعالية العلاج
أظهرت الدراسة أن العديد من العوامل لا تلعب دوراً في تحديد مدى فعالية الدواء، مثل:
- الجنس، العمر، الوزن، الطول، ضغط الدم، معدل ضربات القلب، معدل الذكاء (IQ)
- نوع اضطراب ADHD، موسم الولادة، المنطقة الجغرافية، أو وجود اضطرابات مصاحبة
بناءً على هذه النتائج، توصي ماريا ليلجا بعدم اللجوء إلى الأدوية كخيار أولي لعلاج ADHD، قائلة: “يجب أن يكون التركيز الأول على تحسين النوم، التغذية، والبيئة الدراسية. قد يحتاج بعض الأطفال إلى مجموعات أصغر، أو بيئة دراسية أكثر هدوءًا، أو استخدام سماعات عازلة للصوت. هناك العديد من التعديلات التي يمكن إجراؤها قبل اللجوء إلى الأدوية”.
ارتفاع في تشخيص ADHD
خلال السنوات الخمس عشرة الأخيرة، ارتفعت معدلات تشخيص ADHD بشكل ملحوظ، وفقاً لهيئة الصحة السويدية (Socialstyrelsen)، مما أدى إلى زيادة كبيرة في وصف الأدوية المعالجة لهذا الاضطراب.
ورغم أن ماريا ليلجا تؤكد أن الأدوية ليست الخيار الأمثل دائمًا، إلا أنها لا تستبعد استخدامها في بعض الحالات: “بالطبع، يمكن للوالدين اختيار العلاج الدوائي في مرحلة مبكرة، ورغم أن هناك آثارًا جانبية، إلا أن هذه الأدوية ليست خطيرة”، مشيرة إلى أن هناك حاجة لمزيد من الأبحاث حول الموضوع، خاصة مع تزايد استخدام الأدوية لعلاج ADHD في السنوات الأخيرة.