SWED24: رغم تحقيقات مكثفة وشبهات طالت عدة مجرمين مدانين، لا يزال اختفاء الطفلة ياسمينا ياشاراي في Sävsjö السويدية عام 1997 لغزاً بلا حل. والدتها، رغم مرور السنين، لم تفقد الأمل في العثور عليها.
قبل 28 عاماً، وتحديداً في 28 تموز/ يوليو 1997، اختفت ياسمينا ياشاراي، البالغة من العمر آنذاك ست سنوات، دون أي أثر. ورغم تحقيقات مكثفة شارك فيها مئات الأشخاص، لم تعثر الشرطة على أي دليل يوضح مصيرها، ولم تتمكن من تحديد موقع الجريمة أو المشتبه به الرئيسي.
“ما زلت أشعر أنها على قيد الحياة”
في الوثائقي الإخباري “الفتاة التي اختفت – ماذا حدث لياسمينا؟”، الذي تبثه TV4 تتحدث والدتها فلوريي ياشاراي عن السنوات التي عاشتها في ظل الغموض، وتكشف كيف أن إحساسها الداخلي لا يزال يخبرها أن ابنتها لم تمت.
تقول فلوريي: “في البداية، لم أستطع النهوض من السرير، شعرت أنني لا أريد الاستمرار في الحياة. لكنني أدركت أن عليّ النهوض والبحث عنها، لأنه إذا عادت، يجب أن أكون هنا في انتظارها”:
تحقيقات مكثفة دون إجابات
منذ اللحظات الأولى لاختفائها، تعاملت الشرطة مع القضية على أنها اختطاف محتمل، مما دفعها لإطلاق عمليات بحث موسعة شملت الحدائق، المستودعات، البحيرات، وحتى أنظمة الصرف الصحي، ولكن دون أي نتيجة.
بعد شهر من الحادثة، اعتُقل رجل يبلغ من العمر 41 عاماً للاشتباه في تورطه، لكن التحقيق لم يسفر عن أي دليل يدينه، مما دفع الشرطة إلى الإفراج عنه.
مع مرور السنوات، تحولت الشبهات نحو عدة مجرمين مدانين، من بينهم أولف أولسون، الذي حُكم عليه لاحقاً بالسجن بسبب جريمة قتل الطفلة هيلين نيلسون (10 سنوات).
كان هناك شاهد أفاد برؤية سيارة من طراز “ساب” يُعتقد أنها تخصه في Sävsjö يوم اختفاء ياسمينا، كما زعم شخص آخر أنه رأى رجلاً يدفع بفتاة صغيرة إلى داخل نفس نوع السيارة.
رغم ذلك، لم يتمكن المحققون من ربطه بالقضية قبل انتحاره داخل منشأة نفسية جنائية في سوندسفال عام 2010.
لاحقاً، توجهت الشبهات نحو أندرس إكلوند، المدان بقتل الطفلة إنغلا هوغلوند (10 سنوات)، حيث أشارت التحقيقات إلى أنه كان في Sävsjö يوم اختفاء ياسمينا. لكن، كما حدث في السابق، لم تكن هناك أدلة كافية لاتهامه رسمياً.
على مدار العقود الثلاثة الماضية، تلقت فلوريي بلاغات عدة أثارت أملها في العثور على ابنتها، آخرها في عام 2020، عندما اقترح محقق خاص وجود صلة محتملة بين ياسمينا وامرأة تعيش في ألمانيا.
لكن عندما أجريت اختبارات الحمض النووي (DNA)، تبين أن المرأة ليست ياسمينا.
تتذكر فلوريي هذه اللحظة قائلة: “كنت متوترة للغاية، شعرت أن جسدي كله يرتجف. حاولت أن أتحكم في مشاعري وألا أرفع سقف التوقعات. وعندما التقيتها، عرفت أنها ليست ابنتي”.
“أؤمن بأنها ما زالت على قيد الحياة”
رغم مرور 28 عامًا من الانتظار والترقب، لا تزال فلوريي ياشاراي تعيش في ظل الأمل، مقتنعة بأن ابنتها ربما اختُطفت ونشأت في مكان آخر دون أن تعرف هويتها الحقيقية.
تقول بلهجة تحمل مزيجًا من الأمل والألم: “يجب على الإنسان أن يستمر في العيش، لكن الحمل ثقيل جداً. أعتقد أن شخصاً أخذها وقام بتربيتها كابنته، وأتمنى أن أراها يوماً ما”.
في عام 2017، فقدت فلوريي زوجها ريجبيب، الذي شجعها قبل وفاته على توثيق قصتها، مما دفعها إلى نشر كتابها “فتاة Sävsjö” عام 2020 بالتعاون مع الكاتب أسار أندرسون.
حتى اليوم، لا تزال قضية اختفاء ياسمينا ياشاراي واحدة من أكثر القضايا غموضًا في تاريخ السويد، حيث لم يُعثر على أي أثر لجثتها، ولم يُحدد الجاني، ولم يتم إغلاق القضية رسمياً.
ومع ذلك، لا تزال والدتها تنتظر اليوم الذي قد تطرق فيه ياسمينا باب منزلها من جديد.