SWED24: هل تريد أن تصبح سعيداً مثل الفنلنديين؟ إذاً عليك أن تخفّض سقف توقعاتك من الحياة، هكذا ينصح أريك أنغنر، أستاذ الفلسفة التطبيقية في جامعة ستوكهولم، في برنامج Aktuellt السويدي.
لكن هل حقاً نصبح أكثر سعادة عندما نحصل على المال أو عندما ننجب الأطفال؟ الخبير يفنّد في هذا التقرير بعض المقولات الشائعة والأساطير المرتبطة بالسعادة.
للسنة الثامنة على التوالي، تم تصنيف فنلندا كأكثر دولة سعادة في العالم، تليها مباشرة دول الشمال الأخرى، وفقًا لتقرير السعادة العالمي The World Happiness Report. نتائج الاستطلاع لم تكن مفاجئة بالنسبة لأريك أنغنر.
يقول أنغنر: لا شيء غريب في ذلك. فنلندا دائماً في القمة، ودول الشمال عموماً في المراتب العليا.
عوامل السعادة: من السلام إلى الديمقراطية
تُعزى معدلات السعادة العالية في بلدان الشمال إلى عدد من العوامل المتكاملة، مثل: الاستقرار السياسي، مستوى الحريات، الثراء الاقتصادي، انخفاض نسب الفساد، والمشاركة الديمقراطية العالية.
لكن، بحسب أنغنر، هناك عامل آخر مهم للغاية يفسّر موقع فنلندا الدائم في القمة، وهو أن الفنلنديين بارعون في إبقاء توقعاتهم من الحياة عند مستويات منخفضة.
يقول أنغنر: “كلنا نعرف أشخاصاً يضعون لأنفسهم طموحات عالية في جميع جوانب الحياة، وذلك أحد أكثر الطرق المؤكدة للشعور بالتعاسة. السر يكمن في القناعة بالبساطة. لا بأس أن تكون متوسطاً، بل هذا أمر ممتاز”.
إنجاب الأطفال لا يجلب بالضرورة السعادة
من جهة أخرى، يرى أنغنر أن هناك العديد من المعتقدات الخاطئة عن السعادة، ومنها أن إنجاب الأطفال يزيد من شعورنا بالسعادة، وهو ما ينفيه بشكل قاطع.
يقول إنغنر: ” الأشخاص الذين لديهم أطفال أقل سعادة، في المتوسط، من أولئك الذين لا يملكون أطفالاً. بل إن التفاعل مع الأطفال يجلب متعة أقل مقارنة بأشياء أخرى مثل مشاهدة الأفلام، أو احتساء المشروبات الكحولية، أو متابعة الرياضة على شاشة التلفاز”.
ويخلص إلى أن السعادة لا تأتي دائماً من المصادر التي نعتقد بها، بل أحياناً من القدرة على تقليل الطموحات، والرضا بالحياة كما هي.