انتقد السياسي السويدي المعروف، وزير الخارجية الأسبق كارل بيلدت الشرطة السويدية لموافقتها على حرق القرآن، قائلاً إن في السويد أيضا هناك حدود لحرية التعبير، مؤكداً أن هناك علامات استفهام حول كيفية تعامل الشرطة مع ما جرى.
وأضاف في حديثه للتلفزيون السويدي، قائلاً انه كان ينبغي لشرطة ستوكهولم ان تأخذ المخاطر الأمنية المحتملة للسويد في نظر الاعتبار عندما اتخذت قرارها السماح بحرق القرآن.
وتسبب حرق القرآن الكريم في خلق وضع جديد تماماً في علاقة السويد بتركيا والدول الإسلامية الأخرى، نظراً لم يمثله حرق القرآن من تابو في العالم الإسلامي لما فيه من مساس مباشر بالمسلمين.
وقال بيلدت: “لدينا وضع أمني صعب فيما يخص المصالح السويدية في عدد من الدول. هذا شيء لا يجب الاستخفاف به”.
تعثر انضمام السويد للناتو
ووصف بيلدت، قضية انضمام السويد الى حلف الناتو بأنها كانت قصة “غير مستقرة” وان العلاقة مع تركيا بدأت مؤخراً بالسير في المسار الصحيح، لكن قيام السياسي اليميني المتطرف راسموس بالودان بحرق نسخة من القرآن في ستوكهولم أواخر شهر كانون الثاني/ يناير الماضي دفعت العلاقة بين البلدين الى أزمة جديدة أسوأ.
وقال بيلدت انه كان ينبغي على شرطة ستوكهولم ان تفكر في المصالح الأمنية للسويد وتتصرف مثل الشرطة النرويجية التي أوقفت حرق القران، ويرى ان ما حصل في السويد سيؤدي الى نقاش حول ما يُشكل تحريضاً ضد مجموعة عرقية والى أي حد يمكن ان تصل حدود حرية التعبير.
وأضاف، قائلاً: “الاحظ ان أصدقائنا العلمانيين في تركيا لا يفهمون انه يمكننا السماح بما يعتبرونه جريمة كراهية ضد دينهم وثقافتهم”.
ويرى بيلدت ان الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا الان يمكن ان يغير كل شيء مرة أخرى.
وقال: “يجب الا ننسى ان لدينا الكثير جداً من الأشخاص في بلدنا الذين لهم صلة بتركيا، إذا كانوا مع او ضد أردوغان، لا علاقة لذلك بالموضوع، ما حصل في تركيا كارثة وعلينا واجب المساعدة”.