SWED24: أكدت الشرطة السويدية أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن اختيار الضحايا في حادثة إطلاق النار الجماعي في أوربرو لم يكن قائماً على نمط واضح أو دوافع محددة، بل كان عشوائياً. وفي إطار سعيها لفهم دوافع ريتشارد أندرسون، الجاني المشتبه به، استعانت الشرطة بفريق تحليل شخصيات المجرمين للحصول على صورة أوضح عن خلفيته وسلوكه.
وقال نيكلاس هالغرين، نائب رئيس الشرطة الإقليمية، في تصريحاته لوسائل الإعلام: “نعمل بجد للإجابة على الأسئلة المشروعة التي يطرحها أهالي الضحايا”.
بعد مرور أسبوع على الهجوم المأساوي في مدرسة ريسبيرجسكا، بدأت الشرطة في تكوين صورة أوضح عن الحادث.
وأوضح هالغرين أن التحقيقات أظهرت أن أماكن إطلاق النار داخل المدرسة لا تعكس نمطًا محددًا في استهداف الضحايا، ما يدعم فرضية العشوائية. كما أشار إلى أن بعض الضحايا كانوا من أصول أجنبية، لكن الشرطة لا تعتقد أن العرق أو الخلفية الثقافية كانا العامل الرئيسي في استهدافهم. وأكد أن الجاني كان طالباً سابقاً في المدرسة، مما يرجح أن اختيار المكان قد يكون مرتبطاً بمعرفته السابقة به.
وأضاف: “العلاقة الوحيدة التي يمكننا تحديدها حتى الآن بين الجاني وموقع الهجوم هي أنه كان مسجلًا في المدرسة في وقت سابق”.
شراء معدات قتالية
وكشفت التحقيقات أن أندرسون أجرى عمليات شراء متكررة لمعدات قتالية مؤخراً، بما في ذلك الذخيرة والقنابل الدخانية، مما يشير إلى تخطيط مدروس قبل تنفيذ الهجوم.
وعثرت الشرطة على أربعة أسلحة نارية، من بينها بندقيتا صيد وبندقيتا قنص، ثلاثة منها وُجدت في موقع الجريمة، بينما كان الرابع في منزل الجاني، كما تم مصادرة عدة مخازن ذخيرة. ووفقًا للتقييم الأولي، فقد أُطلقت أكثر من 50 طلقة داخل المدرسة، فيما لا تزال الشرطة تواصل الفحص الفني لمسرح الجريمة.
وأظهرت التحقيقات أن الجاني كان يعيش وحيداً في شقة منذ عام 2016، ولم يكن له تواصل اجتماعي ملحوظ، بينما لا تزال الشرطة تعمل على تحليل أي نشاط رقمي قد يكشف عن دوافعه، لكن حتى الآن، لا توجد أدلة واضحة حول تأثيرات خارجية أو اتصالات إلكترونية محفزة للجريمة.
وقال هالغرين: “يبدو أنه كان شخصًا وحيداً دون شبكة اجتماعية واضحة”.
ومع استمرار العمل على فهم الدوافع الحقيقية وراء الهجوم، لجأت الشرطة إلى خبراء في تحليل سلوك المجرمين لمقارنة ملفه الشخصي مع منفذي جرائم مماثلة.
وأضاف هالغرين: “نعمل بجهد للإجابة على الأسئلة الجوهرية لعائلات الضحايا، سواء حول الدافع، أو التفاصيل الدقيقة عن تدخل الشرطة ومسار الأحداث، وسنبذل قصارى جهدنا لتقديم أكبر قدر ممكن من الوضوح”.
لا تزال التحقيقات جارية وسط قلق عام وتساؤلات حول كيفية وقوع مثل هذا الهجوم في السويد، التي تُعرف بكونها من أكثر الدول أمانًا في العالم.