SWED 24: أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة أوربرو السويدية أن التغيرات التي تطرأ على الدماغ مع التقدم في العمر تؤثر بشكل مباشر على قدرة كبار السن على تعلم معلومات جديدة، وقد يكون السبب الأساسي وراء هذا التحدي هو تراكم المعلومات والذكريات التي اكتسبها الإنسان عبر سنوات حياته.
تشير الباحثة في علم الأعصاب الإدراكي، بيرنيلا أندرسون، إلى أن الشيخوخة تتسبب في تغيرات هيكلية ووظيفية في الدماغ، حيث تتأثر الروابط بين أجزائه المختلفة.
وتوضح أندرسون، قائلة أن “واحدة من الصعوبات التي يواجهها الدماغ عند الشيخوخة تكمن في عدم قدرته على نسيان المعلومات التي لم تعد ذات فائدة، مما يعوق تعلم معلومات جديدة”.
تأثير المعلومات القديمة على التعلم
تؤكد أندرسون على أن “المعلومات القديمة التي قد لا تكون ضرورية تشوش عملية التعلم الجديدة، وتؤدي إلى بطء في معالجة المعلومات”، موضحةً أن منطقة “الحُصين” في الدماغ، التي تلعب دورًا أساسيًا في إدارة الذاكرة وتخزين المعلومات، تتقلص مع تقدم العمر.
وعندما يحدث هذا، يواجه الدماغ صعوبة في ترتيب المعلومات في سياقها المناسب، ما يجعل الذاكرة قصيرة المدى أكثر عرضة للتشويش الناجم عن التداخل الاستباقي، وهي حالة يتداخل فيها تأثير المعلومات القديمة مع عملية تعلم معلومات جديدة.
دراسة فريدة من نوعها
تعتبر هذه الدراسة، التي تعتمد على أساليب وأدوات علمية متقدمة، الأولى من نوعها التي تركز على الجانب الإدراكي وتأثير تراكم المعلومات في سياق الشيخوخة.
ويقول الباحثون إن النتائج تقدم رؤى جديدة حول الآليات التي تؤدي إلى مشكلات الذاكرة لدى كبار السن، وتلقي الضوء على الأسباب العلمية التي تجعل بعض التحديات العقلية تزداد مع التقدم في العمر.
وترى أندرسون أن النتائج تمثل خطوة هامة نحو تطوير أساليب علاجية وتقنيات جديدة لتحسين الذاكرة والحفاظ على القدرات الإدراكية لدى كبار السن.
وتضيف: “إن فهم التغيرات التي تطرأ على الدماغ مع التقدم في العمر يعد أمرًا ضروريًا، حيث يمكن أن يسهم في تطوير استراتيجيات علمية تسهم في دعم الصحة العقلية لدى كبار السن وتحسين نوعية حياتهم”.