SWED 24: أثار قرار البيت الأبيض بفرض رسوم جمركية على كندا، المكسيك، والصين قلق الخبراء الاقتصاديين، خاصة مع تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات مماثلة ضد الاتحاد الأوروبي.
ويرى الاقتصاديون أن هذه الخطوة قد تؤثر على الاقتصاد السويدي بعدة طرق، خصوصًا إذا تصاعدت الحرب التجارية وأصبحت أكثر شمولية.
وصرح كارل بيرغكفيست، كبير الاقتصاديين في غرفة تجارة ستوكهولم، قائلاً: “الاقتصاد سيواجه مزيداً من التحديات بسبب حالة عدم اليقين المتزايدة”.
التأثيرات المحتملة على الاقتصاد السويدي
تبدأ الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على كندا، المكسيك، والصين اعتباراً من يوم الثلاثاء، فيما أعلنت الدول الثلاث أنها تدرس اتخاذ إجراءات انتقامية ضد الولايات المتحدة.
ويرى الخبراء الذين تحدثت معهم شبكة SVT أن القرار قد يكون له تأثيرات سلبية على الاقتصاد السويدي، حيث تعد الولايات المتحدة شريكًا تجاريًا رئيسيًا للسويد. إلا أن القلق الأكبر يكمن في اتساع نطاق الحرب التجارية وتأثيرها على سلاسل التوريد العالمية.
يتوقع روبرت بيرغكفيست، كبير الاقتصاديين في SEB، أن تتأثر الأسواق المالية يوم الاثنين، حيث من المحتمل أن تشهد البورصة انخفاضًا بسبب زيادة حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي العالمي.
وأضاف بيرغكفيست، قائلاً: “إذا كنت مستثمرًا في الأسهم، فمن الأفضل أن تتوقع فترة من التقلبات وعدم الاستقرار، لذلك يجب تبني منظور استثماري طويل الأجل”.
من جانبه، أوضح مايكل كوش، رئيس قسم التحليل الاقتصادي في كوميرسكوليجوم، أن الشركات السويدية التي لها أنشطة في الولايات المتحدة، كندا، المكسيك، والصين قد تتضرر، حيث ستؤدي الرسوم الجمركية إلى ارتفاع تكاليف السلع، لا سيما في قطاع صناعة السيارات الأمريكية الذي يعتمد على مكونات مصنوعة في السويد.
ومع ذلك، أشار كوش إلى أن التأثير على المستهلكين السويديين قد يكون محدودًا في هذه المرحلة.
تصاعد التوترات واحتمالية فرض رسوم على الاتحاد الأوروبي
إلى جانب الإجراءات ضد كندا والمكسيك والصين، هدد ترامب أيضاً بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، وهو ما قد يؤثر بشكل مباشر على الصادرات السويدية.
وفي حال رد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم انتقامية، فقد يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار بعض المنتجات الأمريكية في السويد، مثل البيرة الأمريكية، لكنه من غير المتوقع أن يفرض الاتحاد الأوروبي رسومًا على السلع التي قد تؤثر سلباً على اقتصاده.
وقال روبرت بيرغكفيست من SEB: “أعتقد أن معظم الدول ستحاول تجنب تصعيد النزاع التجاري”.
وأعرب عدد من الخبراء عن مخاوفهم من أن يؤدي تصاعد النزاع إلى أزمة تجارية عالمية.
وحذرت إنغريد سيروب، خبيرة السياسات التجارية في اتحاد الشركات السويدية، قائلة: “إذا استمرت التعريفات الجمركية في الارتفاع وانضمت المزيد من الدول إلى النزاع، فقد نشهد صراعًا تجاريًا عالميًا واسع النطاق”.
كما أشار كارل بيرغكفيست، كبير الاقتصاديين في غرفة تجارة ستوكهولم، إلى أن هذه التوترات قد تعيق تعافي الاقتصاد السويدي من الركود، مؤكدًا أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يؤدي إلى زيادة التضخم وارتفاع تكاليف الاستيراد من الولايات المتحدة.
وقال بيرغكفيست: “إذا أصبح استيراد المنتجات الأمريكية أكثر تكلفة، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة معدلات التضخم في السويد”.
في ظل هذه التطورات، يترقب المراقبون تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد السويدي، حيث تعتمد تداعياتها على مدى استمرار هذه السياسة التجارية، ومدى قدرة الاتحاد الأوروبي على التفاوض مع واشنطن قبل أن تتفاقم الأزمة.
الاتحاد الأوروبي يحذّر ترامب
في ذات السياق، وجّه الاتحاد الأوروبي تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، مؤكداً أنه سيرد بقوة في حال فرضت الولايات المتحدة رسومًا جمركية على البضائع الأوروبية، وفقًا لما نقلته وكالة فرانس برس (AFP).
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية في بيان رسمي: “الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على أي شريك تجاري يفرض رسومًا جمركية غير عادلة أو تعسفية على المنتجات الأوروبية”.
من جانبه، دعا وزير المالية الألماني يورغ كوكيز إلى عدم التسرع في الرد، مشيرًا إلى أن الاتحاد الأوروبي يجب أن ينظر إلى القرار كجزء من مفاوضات تجارية وليس كإجراء تصعيدي مباشر.
وقال كوكيز في تصريح لـبلومبرغ: “يجب عدم التصرف بدافع الذعر في المرحلة الأولى، بل التعامل مع الأمر على أنه بداية لمفاوضات”.
ومع تصاعد الحرب التجارية العالمية، يواجه الاتحاد الأوروبي خيارًا صعبًا بين الرد بالمثل على أي إجراءات أمريكية أو السعي إلى حلول دبلوماسية لتجنب نزاع اقتصادي موسّع قد يؤثر سلبًا على الأسواق الأوروبية والعالمية.