SWED 24: يشهد الشباب السويدي تحولًا لافتًا في علاقتهم مع التكنولوجيا، حيث يعبر كثيرون عن رغبتهم في تقليل الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات.
ماتيلدا فاهلوند، الطالبة الجامعية، قررت الابتعاد تمامًا عن وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرة أن هذا الخيار يمنحها مزيدًا من الحرية والتركيز على حياتها الشخصية.
تقرير “مؤشر الشباب” الأخير، الذي شمل أكثر من 11 ألف شاب سويدي تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا، أظهر أن 75 بالمائة من الشباب يشعرون بأنهم يقضون وقتًا مفرطًا أمام الشاشات. التقرير كشف عن زيادة الاهتمام بمفهوم “التقشف الرقمي”، وهو اتجاه يدعو إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا، وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي.
رغم هذه التوجهات، لم يُظهر التقرير دلائل واضحة على انخفاض فعلي في استخدام الهواتف الذكية، لكنه أشار إلى تزايد الإقبال على الهواتف التقليدية “ذات الأزرار”، ما يعكس رغبة في التخلص من الإشعارات المستمرة والتطبيقات المشتتة.
تقول الباحثة بجامعة اوربرو، ليزا إليوت: “من المشجع رؤية الشباب يعيدون تقييم دور التكنولوجيا في حياتهم وتأثيرها على رفاههم”.
التقشف الرقمي هو منهجية تعتمد على استخدام التكنولوجيا بشكل واعٍ، بما يتماشى مع قيم الفرد واحتياجاته.
توضح إليوت، قائلة: “العديد من المشاركين في دراستي أعربوا عن شعورهم بأن التكنولوجيا تستهلك وقتهم وتؤثر على راحتهم النفسية. كان الابتعاد عنها خيارًا لاستعادة السيطرة”.
خطوات عملية للحد من استخدام الشاشات
تشمل تطبيقات التقشف الرقمي خطوات مثل:
- حذف التطبيقات غير الضرورية أو تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
- تعطيل الإشعارات المزعجة.
- تخصيص أوقات محددة أو مناطق في المنزل تكون خالية من الشاشات.
تقول إليون: “الكثيرون لاحظوا تحسنًا في نوعية حياتهم من خلال التركيز على اللحظات اليومية مثل تناول الطعام أو قضاء وقت مع العائلة دون تشتيت”.
هل هناك مخاطر؟
رغم الفوائد، فإن البعض يشعر بالخوف من فقدان التواصل أو الاطلاع على الأخبار.
توضح إليوت: “من شاركوا في الدراسة وجدوا حلولًا بديلة، مثل الاتصال الهاتفي المباشر أو متابعة الأخبار عبر مصادر محدودة”.
تتجه السويد نحو نقاش أعمق حول دور التكنولوجيا في حياة الشباب، مع إشارات واضحة إلى أن التوازن بين الحياة الرقمية والحقيقية بات أولوية للجيل الجديد.