SWED24: وصفت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمير ستينرغارد الأسبوع الماضي بأنه كان “فوضويًا للغاية”، على خلفية التصريحات المثيرة للجدل الصادرة عن الإدارة الأمريكية بشأن الحرب في أوكرانيا.
في مقابلة مع برنامج Nyhetsmorgon على قناة TV4، شددت ستينرغارد على أهمية مشاركة السويد وأوروبا في مفاوضات السلام، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تظل شريكًا موثوقًا به رغم التصريحات المثيرة للجدل.
انتقادات لاذعة لتصريحات ترامب ونائبه
وأثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موجة من الجدل بعد وصفه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنه “دكتاتور”، إضافة إلى فتحه الباب أمام احتمال عدم استعادة أوكرانيا للأراضي التي تحتلها روسيا، وتصريحه بأن على كييف “تسديد” ثمن الدعم الأمريكي عبر منح واشنطن حقوقًا في مواردها الطبيعية.
كما أن نائبه جي دي فانس صرّح خلال مؤتمر ميونيخ للأمن بأن “الخطر الحقيقي يأتي من داخل أوروبا، وليس من روسيا”، وهو تصريح وصفته ستينرغارد بأنه “خاطئ تماماً”.
وقالت الوزيرة: “لقد شعر الجميع في القاعة بصدمة عند سماع هذه الكلمات، كانت لحظة غير متوقعة تماماً”.
قلق أوروبي وتحركات دبلوماسية
وأكدت ستينرغارد أن تصريحات واشنطن أثارت قلقًا كبيرًا في أوروبا، وأعلنت أنها ستسافر إلى بروكسل للقاء نظرائها الأوروبيين لمناقشة تداعيات الموقف الأمريكي الجديد.
وأوضحت الوزيرة، قائلة: “هناك شعور قوي بضرورة توحيد صفوفنا وزيادة استثماراتنا في الدفاع الأوروبي. كما أننا بحاجة إلى دعم أوكرانيا بحيث تتمكن من التفاوض من موقع قوة، ولكن أيضًا لتكون قادرة على رفض أي مقترحات سيئة”.
رغم القلق المتزايد، أكدت وزيرة الخارجية أن السويد اليوم أكثر أمنًا مقارنة بالعام الماضي، بعد انضمامها إلى حلف الناتو.
وقالت ستينرغارد: “أفهم أن هناك من يشعر بالقلق، ولكن تقييمنا الأمني واضح: نحن الآن في وضع أكثر أمانًا بكثير مما كنا عليه قبل عام، عندما لم نكن جزءًا من الناتو”.
وعن التكهنات بشأن إمكانية انسحاب الولايات المتحدة من الحلف، ردت الوزيرة بحزم: “نحن بعيدون جدًا عن ذلك. لا يوجد أي مسؤول في الإدارة الأمريكية صرّح بأن الولايات المتحدة ستتخلى عن الناتو. على العكس، وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث أكد بوضوح أن واشنطن تسعى لتعزيز الحلف أكثر”.
وشددت ستينرغارد على ضرورة ضمان مشاركة السويد وأوروبا في مفاوضات السلام، محذرة من أن أي تسوية قد تمنح موسكو فرصة لإعادة بناء قوتها العسكرية واستئناف العدوان لاحقاً.
وقالت الوزيرة: “ما يحدث الآن لا يتعلق فقط بأوكرانيا، بل بمستقبل أوروبا بأكملها. كيف تنتهي هذه الحرب سيحدد أمننا الجماعي لعقود قادمة. من واجبنا التأكد من أن الحرب تنتهي بطريقة لا تسمح لروسيا بإعادة تسليح نفسها والاستعداد لعدوان جديد”.
يأتي ذلك في وقت يقترب فيه الصراع من إتمام عامه الثالث منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.