SWED24: حذرت الاستخبارات العسكرية السويدية (Must) من أن روسيا قد تستعيد قدراتها العسكرية وتصبح قادرة على تحدي حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوروبا خلال بضع سنوات بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا.
لكن التهديد الروسي قد يكون أقرب مما يُعتقد، حيث يمكن إعادة نشر الجنود الروس المحررين من القتال في أوكرانيا لتهديد دول أخرى، بما في ذلك دول الجوار السويدي.
يقول توماس نيلسون، رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية السويدية (Must): “هؤلاء الجنود يمكن استخدامهم في اتجاهات أخرى، وقد يكون أحدها منطقتنا القريبة” .
في الأشهر الأخيرة، أصدرت وكالات الاستخبارات العسكرية الأوروبية عدة تقارير تحذر من التهديدات الروسية المتزايدة. وكانت المخابرات الدنماركية قد ذكرت أن موسكو قد تصبح مستعدة لمهاجمة دول الناتو في منطقة البلطيق في غضون عامين من التوصل إلى هدنة في أوكرانيا.
أما السويد، فتُقدّر أن روسيا قد تستعيد قدراتها في غضون “بضع سنوات” قبل أن تجرؤ على تحدي الناتو في أوروبا.
يقول توماس نيلسون، رئيس Must: “تقييمنا يشير إلى أن الحديث يدور حول بضع سنوات”.
400 ألف جندي روسي مستعدون لإعادة الانتشار
يشير التقرير إلى أن أحد العوامل الرئيسية التي قد تُسرّع التهديد الروسي هو ما ستفعله موسكو بمئات الآلاف من جنودها المخضرمين بعد وقف القتال في أوكرانيا.
يضيف نيلسون: “ما قد يحدث على المدى القصير هو أنه إذا تم تحرير القوات والمعدات الروسية التي كانت ملتزمة بالقتال في أوكرانيا، فقد يتم توجيهها نحو اتجاهات أخرى”.
وفقاً لحلف الناتو، تمتلك روسيا حالياً نحو 400 ألف جندي محترف يقاتلون في أوكرانيا، بالإضافة إلى 100 ألف مجند يخدمون داخل روسيا نفسها.
العديد من هؤلاء الجنود قد يكونون مصابين بصدمات نفسية، مما يجعل من الصعب إعادة دمجهم في المجتمع الروسي، وقد يتم توجيههم للقتال في ساحات أخرى.
صراع واسع النطاق بين روسيا والناتو
في حين أن التهديدات قصيرة المدى تتركز حول إعادة انتشار القوات الروسية، فإن مواجهة عسكرية مباشرة واسعة النطاق بين روسيا والناتو قد تستغرق ما لا يقل عن خمس سنوات حتى تصبح واقعية، وفقًا لتقييم Must.
يؤكد نيلسون، قائلاً: “نعتقد أن صراعاً واسع النطاق لن يحدث قبل خمس سنوات على الأقل”.
ومع ذلك، يشير التقرير إلى أن أي تغيير في موقف الولايات المتحدة داخل حلف الناتو، مثل تقليص التزاماتها الدفاعية، يمكن أن يزيد من المخاطر الأمنية بشكل كبير.
يقول نيلسون: “إذا تغيّر النهج الأمريكي داخل الناتو، فسيكون لذلك تأثير هائل، لأن الولايات المتحدة تمتلك قدرات عسكرية لا تتوفر بنفس الحجم لدى بقية الحلفاء”.
مع استمرار الحرب في أوكرانيا، ومواصلة الناتو تعزيز دفاعاته في أوروبا، تبقى التطورات الروسية قيد المراقبة الحثيثة من قبل الاستخبارات العسكرية السويدية وشركائها الأوروبيين، وسط مخاوف متزايدة من تصاعد التهديدات الأمنية في المنطقة.