SWED 24: يواجه إنتاج الحليب في شمال السويد أزمة حادة تهدد استمراره، حيث انخفض عدد مزارع الحليب في منطقة نورلاند إلى النصف منذ عام 2010.
وتعزو جمعية Norrmejerier هذا التراجع إلى الضغوط الاقتصادية المتزايدة، وتطالب بتدخل حكومي عاجل لإنقاذ القطاع.
تمتلك Norrmejerier حاليًا 250 عضوًا، معظمهم في مقاطعتي نوربوتن وفيستربوتن، لكنها تخسر حوالي 20 عضوًا سنويًا.
يقول غوران أولوفشون، مزارع الحليب ورئيس الجميعة: “إذا استمر هذا الوضع، فلن يبقى لدينا أي مزارع حليب في نورلاند قريبًا، مما يهدد أمننا الغذائي في المنطقة. على الحكومة أن تتحرك الآن”.
وتشير الجمعية إلى أن الدعم الوطني المقدم لمزارعي الحليب لم يرتفع لمواكبة الزيادات الكبيرة في التكاليف. لذا تطالب الجمعية برفع الدعم بشكل يتماشى مع التضخم وزيادة التكاليف.
يقول أولوفشون: “هذا الإجراء قد طُبق سابقًا وكان له أثر إيجابي كبير، ونحن بحاجة إليه الآن”.
خطر الاعتماد على الاستيراد
يشير أولوفشون إلى أن فقدان مزارعي الحليب لا يعني فقط فقدان فرص عمل، بل يزيد أيضًا من اعتماد السويد على استيراد المنتجات الغذائية، وهو ما يشكل خطرًا في ظل هشاشة سلاسل التوريد العالمية والتوترات الأمنية.
يضيف أولوفشون، موضحاً: “هذا خطر لا يمكن للسويد تحمله في ظل الوضع العالمي الحالي”.
إنتاج الحليب في السويد هو أحد أهم القطاعات الزراعية، لكنه يعاني منذ عقود من انخفاض الربحية والمنافسة. فمنذ أواخر الثمانينيات، أغلقت 9 من كل 10 مزارع حليب في السويد.
جهود حكومية قيد البحث
وأكد وزير التنمية الريفية بيتر كولغرين (من الحزب الديمقراطي المسيحي) أهمية إنتاج الحليب كأحد الركائز الأساسية للزراعة السويدية. وأوضح أن الحكومة تتابع التطورات بقلق.
وأشار كولغرين إلى أن الحكومة قامت بتكليف دراسة بعنوان “تعزيز القدرة التنافسية لمُنتجي الغذاء وحماية قوية للحيوانات”، والتي قدمت مقترحاتها مؤخرًا وتخضع حاليًا للمراجعة الحكومية.
وأضاف الوزير:”تم تخصيص 746 مليون كرونة إضافية لتعزيز الخطة الاستراتيجية للسياسة الزراعية المشتركة في السويد، إلى جانب مبادرات للبحث والتطوير ومركز المعرفة الخاص بالمنتجات الحيوانية”.
يمثل إنتاج الحليب قطاعًا حيويًا للأمن الغذائي في السويد، لكن استمرار التحديات يضع القطاع أمام مستقبل مجهول، وسط دعوات متزايدة لاتخاذ خطوات سريعة لإنقاذه.