ستوكهولم – ردّت كبرى سلاسل متاجر المواد الغذائية في السويد على الدعوات التي أُطلقت لمقاطعة الأسواق الكبرى الأسبوع المقبل، معتبرة أن الحملة موجهة إلى “الطرف الخاطئ”، وسط تصاعد الجدل حول ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وكانت زعيمة حزب اليسار Nooshi Dadgostar من بين الشخصيات التي أعلنت دعمها للمقاطعة، مشيرة إلى أنها ستمتنع عن التسوق في Ica تحديدًا، فيما تشمل المقاطعة أيضًا متاجر Coop، Hemköp، Willys، City Gross، وLidl.
Ica: نفعل ما بوسعنا لدعم العملاء
علق Erik Lundberg، الرئيس التنفيذي لشركة Ica Sverige، على دعوات المقاطعة قائلاً إن موقف Dadgostar “مؤسف للغاية”، لكنه في الوقت نفسه أبدى تفهمه لمخاوف المستهلكين بشأن ارتفاع الأسعار.
وأضاف Lundberg: “نحن في وضع لا يريده أحد، ونبذل كل ما في وسعنا لدعم عملائنا خلال هذه الفترة الصعبة.”
إلا أن Dadgostar رفضت هذا الطرح، مشيرة إلى أن سلاسل المتاجر تحقق أرباحًا قياسية رغم الأزمة الاقتصادية.
وقالت في تصريح لوكالة TT: “الادعاء بأنهم يفعلون كل شيء من أجل العملاء، بينما يحققون أرباحًا غير مسبوقة، تعريف غريب جدًا لـ’كل شيء’. من الواضح أنهم يفعلون كل ما بوسعهم للحفاظ على أرباحهم الزائدة.”
انتقادات من قطاع تجارة التجزئة
من جهتها، اعتبرت Karin Brynell، المديرة التنفيذية لمؤسسة Svensk Dagligvaruhandel، أن الحملة تستهدف الجهة الخطأ.
وقالت: “أتفهم إحباط الناس بسبب ارتفاع الأسعار، لكن هذه المقاطعة تستهدف الأعراض وليس الأسباب الحقيقية للمشكلة.”
أما Magnus Törnblom، رئيس قسم الإعلام في Axfood، فقد أشار إلى أن الوضع في السويد لا يختلف عن بقية أوروبا، موضحًا في تصريح عبر البريد الإلكتروني لوكالة TT أن النقاش العام أصبح “مستقطبًا بشدة”، ما يؤدي إلى تجاهل العديد من الحقائق.
كما أكد Marcus Björling، المتحدث باسم Coop، أن المجموعة تبذل جهودًا كبيرة لكبح جماح ارتفاع الأسعار، لكنه أقر بأن العديد من الأسر تعاني من ضغوط مالية متزايدة.
استمرار الجدل حول الأسعار
لا تزال قضية ارتفاع أسعار المواد الغذائية في السويد تشكل محورًا للخلاف بين السياسيين وسلاسل المتاجر الكبرى، حيث يرى المنتقدون أن الأرباح المرتفعة لهذه الشركات تأتي على حساب المستهلكين، بينما تدافع المتاجر عن نفسها بتحميل الأزمة لعوامل اقتصادية خارجية، مثل التضخم وارتفاع تكاليف الإنتاج.
في ظل ذلك، تبقى دعوات المقاطعة قيد النقاش، وسط تساؤلات حول مدى تأثيرها على السياسات التسعيرية للمحلات الكبرى، ومدى قدرتها على إحداث تغيير حقيقي في سوق المواد الغذائية في السويد.