SWED 24: في خطوة استراتيجية جريئة، أعلنت مجموعة H&M عن إغلاق 190 متجراً خلال عام 2025، في إطار إعادة هيكلة شاملة لمواكبة التحولات في سوق التجزئة العالمي. وعلى الرغم من هذه الإغلاقات، سجلت الشركة أرباحاً تفوقت على توقعات السوق، كما قررت رفع توزيعات الأرباح للمساهمين، مما يعكس ثقة الإدارة في مستقبل الشركة.
وأظهرت النتائج المالية للربع الرابع من عام 2024 أن H&M حققت أرباحاً قبل الضرائب بلغت 4.1 مليار كرونة سويدية، متجاوزة تقديرات السوق التي توقعت 3.9 مليار كرونة، وفقًا لبيانات بلومبرغ.
كما ارتفعت مبيعات الشركة بنسبة 3 بالمائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، مدفوعة بازدهار المبيعات الرقمية، وتحسين تجربة التسوق عبر الإنترنت، ونجاح تشكيلات الأزياء النسائية، بالإضافة إلى التحكم الصارم في التكاليف التشغيلية.
إغلاق واسع في الأسواق التقليدية مقابل التوسع في الأسواق الناشئة
ورغم النتائج المالية الإيجابية، كشفت H&M عن خطتها لإغلاق 190 متجرًا حول العالم خلال 2025، في الوقت الذي تعتزم فيه افتتاح 80 متجراً جديداً، مما يعني انخفاضاً صافياً في عدد متاجرها.
وستُركز الإغلاقات بشكل رئيسي على الأسواق التقليدية، مثل السويد وأوروبا الغربية، بينما سيتم التوسع في الأسواق الناشئة ذات الإمكانات العالية للنمو.
ويعود الجزء الأكبر من الإغلاقات إلى قرار H&M بتصفية علامة “Monki”، حيث سيتم تحويل عدد محدود من متاجرها إلى “Weekday”، بينما سيتم إغلاق الباقي نهائيًا.
رفع توزيعات الأرباح رغم خطة الإغلاق
في مؤشر على استقرار الوضع المالي للشركة، أعلنت H&M عن زيادة توزيعات الأرباح للمساهمين إلى 6.80 كرونة للسهم، مقارنة بـ 6.50 كرونة في العام السابق، وهو ما جاء أعلى من توقعات المحللين.
وحذر الرئيس التنفيذي للمجموعة، دانييل إرفير، من أن العوامل الاقتصادية والجيوسياسية قد تؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين خلال 2025، لكنه أشار إلى وجود بعض العوامل الإيجابية، مثل تراجع التضخم وانخفاض أسعار الفائدة، التي قد تعزز الطلب في الأسواق العالمية.
ومع تزايد التحول نحو التسوق الإلكتروني وتغير سلوك المستهلكين، تتجه H&M إلى تقليل اعتمادها على المتاجر التقليدية، وتعزيز وجودها الرقمي والتوسع في الأسواق الأسرع نموًا، مما يعكس تحولًا استراتيجيًا لضمان بقاء المجموعة في صدارة صناعة الأزياء العالمية.