SWED 24: بعد فوز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية، جاءت ردود الفعل في السويد متحفظة نوعًا ما، حيث عبّرت الحكومة السويدية وقادة المعارضة عن تهنئة خجولة للمرشح الجمهوري. رغم توجيه التهاني، لم تُخفِ العديد من الأحزاب السويدية تفضيلها فوز مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، في ظل التوترات التي أثارها ترامب خلال فترته الرئاسية السابقة، والتي شملت مواقف متشددة تجاه قضايا التجارة والتعاون الدولي.
وأعرب رئيس الوزراء أولف كريسترسون، في بيان مقتضب، عن تهنئته لترامب، مشددًا على أهمية الحفاظ على التعاون الثنائي مع الولايات المتحدة، أحد أبرز الشركاء الاستراتيجيين للسويد. بينما أكدت ماغدالينا أندرشون، رئيسة الحزب الديمقراطي الاشتراكي، على أملها في أن يشهد المستقبل استمرارية التعاون بين البلدين، لكنها أبدت تحفظًا ملحوظًا في التصريحات، معتبرةً أن إدارة ترامب قد تثير تحديات إضافية على المستوى الدولي، خصوصًا فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والتجارة.
على النقيض من ذلك، أبدى حزب “ديمقراطيو السويد” (SD) موقفًا إيجابيًا وواضحًا من فوز ترامب، معربين عن ترحيبهم بهذا الانتصار. يُعرف حزب SD بتوجهاته المحافظة وبدعمه للسياسات القومية التي يتبناها ترامب، ما يضعه في موقع متمايز عن بقية الأحزاب السويدية التي تتبنى في الغالب سياسات تتجه نحو مزيد من الانفتاح والشراكة الأوروبية.
قلق اقتصادي في السويد: الخبراء يحذرون من تداعيات اقتصادية
على الصعيد الاقتصادي، عبّر خبراء سويديون عن قلقهم من تأثير فوز ترامب على الشركات السويدية التي تتمتع بوجود قوي في السوق الأمريكية. بحسب كارل بيرغكفيست، كبير الاقتصاديين في غرفة التجارة في ستوكهولم، فإن سياسة ترامب الاقتصادية، التي تميل إلى فرض رسوم جمركية عالية، قد تشكل تحديًا كبيرًا أمام صادرات السويد.
وأشار بيرغكفيست إلى أن صادرات السويد إلى الولايات المتحدة، والتي بلغت العام الماضي 562 مليار كرونة، قد تواجه انخفاضًا إذا قرر ترامب فرض رسوم جمركية جديدة تصل إلى 20٪، بل وحتى 60٪ في بعض القطاعات مثل التكنولوجيا والسيارات. مثل هذه السياسات قد تضر بشكل مباشر بالشركات السويدية المعتمدة على السوق الأمريكية، مما يؤثر سلبًا على الاقتصاد السويدي ككل.
أضافت آنا ستيلينجر، مديرة العلاقات الدولية في “اتحاد الشركات السويدية”، أن على السويد اتخاذ خطوات استباقية عبر الاتحاد الأوروبي للتفاوض مع إدارة ترامب الجديدة بهدف حماية مصالحها الاقتصادية وتفادي الانخراط في حرب تجارية قد تؤدي إلى زيادة التكاليف للشركات والمستهلكين على حد سواء.
وبشكل عام، تسود الأوساط السويدية حالة من الترقب لسياسات ترامب، وسط دعوات لضبط العلاقات الاقتصادية وضمان استمرارية التعاون على أسس مستقرة. وبينما تحتفي بعض الأطراف بانتصاره، تبقى مخاوف تأثيراته الاقتصادية حاضرة بقوة، ما يضع السويد أمام تحديات جديدة في تعاملها مع الإدارة الأمريكية المقبلة.
SWED 24